تنتشر أكوام القمامة فى معظم الشوارع الرئيسية والفرعية بالجيزة، على الطريقة اللبنانية التى خرجت من أجلها تظاهرات حاشدة منذ أيام، ورغم الخطة الجديدة التى وضعها الدكتور خالد زكريا العادلى، محافظ الجيزة، لمواجهة هذه الظاهرة إلا أن القمامة ما زالت متراكمة فى مناطق كثيرة مثل الوراق وإمبابة والهرم وفيصل والمريوطية وغيرها. ففى الوراق، وبعد قرار «العادلى» بإقالة، رئيس الحى السابق، منذ نحو شهر، بسبب انتشار القمامة فى شوارع الحى، وحالة الإهمال التى طغت على المناطق التابعة له، وإصدار قرار بتعيين اللواء عبدالقادر البسيونى، بدلاً منه، لكن حتى الآن لم يشهد المواطنون أى تغييرات، إلا أن الحى والقرى التابعة له يبدو أنهم خارج نطاق سيطرة المحافظ، من حيث أعمال النظافة والتطوير. ففى جزيرة محمد، والتى تبعد أقل من 2 كيلو متر عن مبنى رئاسة الحى، يعيش أهالى الجزيرة فى مأساة حقيقية، بسبب أطنان وجبال القمامة التى تحيط بالمنازل والمدارس بشكل غير آدمى. يستقبلك عند مدخل القرية عدد كبير من أكوام القمامة على جانبى الطريق برائحتها الكريهة، والنيران المشتعلة فيها، والذى يغطى دخانها أسطح المنازل، ويصيب الأطفال بالاختناق، ويتسبب فى انتشار الأمراض. وعلى بعد كل 100 متر تقريباً، يوجد أحد هذه الأكوام، أمام المنازل، أو فى الشوارع الجانبية، أو على أرصفة الطريق وأمام المحلات التجارية، كما انتشرت القمامة أمام بوابات الدخول والخروج وحول اسوار مدرسة (جزيرة محمد الإعدادية بنات). ورصدت «المصرى اليوم» مكان أشبه ب«الخرابة»، حيث توجد قطعة أرض على مساحة 500 متر تقريباً، عبارة عن مقلب زبالة عشوائى كبير، تسبب فى وجوده «الخردجية» الذين يتاجرون فى الخردة، وسيارات القمامة التابعة للمجلس المحلى بالجزيرة، وسيارات الحى. وقال إبراهيم غباشى، أحد الأهالى، إن الجزيرة تعانى منذ فترة طويلة من انتشار أكوام القمامة، وعدم وجود لهذه المشكلة حتى الآن، مؤكداً أن سيارات النظافة التابعة للحى لا تصل إلى المنطقة، والأخرى التابعة للمجلس المحلى بالجزيرة ترفض إزالة هذه الأكوام، بل إنها تفرغ فيها حمولتها هى الأخرى. بينما اشتكت أم أحمد، صاحبة منزل مجاور لأكوام القمامة، بأن أطفالها إصابتهم الأمراض بسبب أكوام القمامة، وأن أغراض تجهيز ابنتها المقدمة على الزواج هلك بسبب دخان النيران المشتعلة فى المخلفات. وفى إمبابة، تنتشر أكوام القمامة على طول شارعى القومية العربية، والسيما ومنطقة مطار إمبابة، والتى اشتكى منها أهالى المناطق المحيطة بها، وأكدوا أنها تصيب أبناءهم بالأمراض، إضافة إلى الحشرات والحيوانات التى تتجمع عليها، وتنقل لهم العدوى. نفس الحال فى شارع فيصل، والذى لم يختلف كثيراً عن باقى الشوارع والمناطق، حيث انتشرت أكوام القمامة على مداخل الشوارع الجانبية، والطرقات.
