شكك موقع "هافينجتون بوست عربي" في الرواية التي نقلها المؤتمر الصحفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان، ونفى خلالها وجود أية انتهاكات لحقوق السجناء في سجن العقرب. ونقل الموقع عن زوجة أحد النزلاء الذين أوردهم التقرير قولها إن تقرير المجلس جاء مليئاً بالأكاذيب وتساءلت: كيف تحولت “المقبرة” التي تشهد الموت البطيء لذويهم إلى “جنة” في تقرير المجلس؟! وعقد مجلس حقوق الإنسان مؤتمرا صحفيا أمس الخميس، أكد رئيسه محمد فائق بحسم أن جميع البلاغات الواردة حول تردي الأوضاع داخل سجن “العقرب” كاذبة وأنه لا توجد هناك أزمة إنسانية، معلناً أن ذلك هي خلاصة ما توصل إليه وفد من المجلس زار السجن الذي ترددت النداءات لإنقاذ معتقليه من قادة الإخوان مؤخراً. النتيجة التي خلص إليها الوفد الذي رأسه حافظ أبو سعدة تتناقض مع شهادة سابقة لعضو ذات الوفد - الصحافي الإسلامي التوجه محمد عبد القدوس -، والذي وصف السجن قبل ذلك بأنه “جوانتانامو مصر”، كما تتناقض مع روايات اختص بها بعض أهالي السجناء “هافينجتون بوست عربي” تساءل بعضهم فيها: كيف تحولت مقبرة يرون فيها ذويهم يموتون موتاً بطيئاً إلى جنة يتحدث عنها التقرير؟! خلاصةً ما أورده تقرير المجلس كان أن جميع شكاوى نزلاء السجن غير صحيحة، خصوصاً فيما يتعلق بمنع زيارات الأسر والمحامين، وعدم توفير العناية الصحية اللازمة، ومنع الأدوية، وإغلاق “الكانتين"، وأشار هذا التقرير إلى أن وفداً رأسه أبو سعدة، وضم محمد عبد القدوس، ود. صلاح سلام، ونبيل شلبي، وإسلام ريحان، ومعتز فادي، اطلع على دفتر أمانات السجن خلال الفترة من أول يناير 2015 حتى 25 أغسطس، ووصل إلى تلك الخلاصة. وأضاف التقرير أن السجين محمد الأنصاري المودع بعنبر H2 جناح رقم (1)، أكد أن إدارة السجن نقلت عدداً من زملائه ممن يحتاجون رعايةً طبيةً إلى مستشفى السجن، وأكد على المعاملة الحسنة التي يتلقاها السجناء وتوفير الرعاية الصحية في الجناح المودع به، وأكد على قيام إدارة “العقرب” بتزويد الجناح بألواح ثلج، ووفرت لهم مؤخراً مبرد مياه، وتفتح الزنازين للسجناء لمدة 4 ساعات يومياً. وقال التقرير إن مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون استجاب للوفد، فقرر إنشاء مظلة مقابل البوابة الخارجية لحماية الأسر الزائرة من حرارة الشمس، كما قرر توفير أسِرّة ومراتب جديدة لكافة نزلاء السجن خلال شهر، ووعد بالتأكيد على إتاحة مدد الزيارة كاملة للأسر وللمحامين وفقاً للائحة السجون. كل الشكاوى كاذبة حسب الرواية الرسمية، ما يتناقض مع تصريحات سابقة لعضو الوفد محمد عبد القدوس مع موقع "مصر العربية”، حيث قال في 18 أغسطس إن “العقرب” هو "أسوأ السجون في المنطقة، ويكاد ينافس سجون جوانتنامو، فالسجناء محرومون من كل شيء، والزيارات ممنوعة، والأهالي (بيطلع عينيهم علشان يشوفوا عيالهم)”. وأضاف في الحوار أنه منذ تولى وزير الداخلية مجدي عبد الغفار منصبه وتولي قيادات جديدة مصلحة السجون، أصبحت سياستهم في سجن العقرب أن "الزنزانة على البلاطة"، فسحبوا كل ما يوجد فيها من طعام ومتعلقات شخصية وأسرة، وأصبح السجناء ينامون على الأرض”. وأشار عبد القدوس إلى أن زيارة أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان - لم تكن قد تمت في ذلك الوقت -، لن تساعد في تحسين أوضاع السجناء لكنها وسيلة ضغط وذلك لأن الحكم في مصر عسكري وسيء والسجون جزء من هذا الحكم السيء. ولم يحضر عبد القدوس المؤتمر الصحافي، وكانت هواتفه مغلقة في أعقابه فلم تتمكن “هافينغتون بوست عربي” من الحصول على تعقيبه.