«كتاب يكسر الحصار» اسم حملة شبابية جديدة تهدف إلى جمع الكتب من جميع أنحاء العالم وإرسالها فى قافلة كبيرة إلى غزة عبر مصر، فى محاولة للإسهام فى كسر الحصار القاسى المفروض عليها منذ سنوات. «من رحم معاناة الطلبة والباحثين الشبان هناك خرجت هذه الفكرة التى تعد الأولى من نوعها»، كما تقول إيمان أبوجبة الطالبة الغزاوية والمنسقة الإعلامية للحملة، «بهدف كسر الحصار المعرفى المفروض على القطاع».
منذ بداية الانتفاضة عام 2000 ثم حصار غزة قبل 5 سنوات تم إرسال العديد من قوافل المعونات الغذائية إلى فلسطينوغزة، لكن إيمان وزملاءها فى الحملة يعتقدون أن الكتب ربما تفوق فى أهميتها الأغذية وغيرها من السلع الاستهلاكية.
والسبب فى رأيها «أن الحصار يأتى ضمن مخطط إسرائيلى لتجهيل الشعب الفلسطينى ومحو حضارته وسرقة تاريخه، وفى وقت تعتبر فيه المعرفة قوة فإننا نستطيع بالعلم والثقافة أن نبنى جيلا قادرا على تحرير الأرض، والإسهام فى بناء الحضارة الإنسانية».
«وتأتى الكتب العلمية والأبحاث والدراسات العلمية الحديثة فى جميع التخصصات العلمية والأدبية على رأس قائمة الكتب المطلوبة، وبجانب ذلك تستقبل الحملة أيضا جميع الكتب الثقافية والمعرفية العامة التى يتم التبرع بها».
فى نهاية ديسمبر 2009، أى فى الذكرى الأولى للحرب الأخيرة على غزة، انطلقت الحملة على موقع التعارف الاجتماعى فيسبوك، و«سرعان ما لاقت تجاوبا كبير من المتضامنين مع القضية الفلسطينية سواء من البلدان العربية أو من خارجها، وبدأت تأتى ثمارها على الأرض».
فى مصر، كما فى السعودية وليبيا والجزائر والأردن وتونس وإسبانيا وفرنسا وغيرها، تأسست مجموعات محلية لدعم الحملة، يشرف على كل مجموعة منها منسق خاص يقوم بتوجيه المنتسبين لها وتجميع الكتب، كما تضيف المنسقة الإعلامية للحملة.
سالى سامح، الطالبة المصرية التى تعيش فى «سرس الليان» بالمنوفية وتدرس بكلية الهندسة هناك، كانت إحدى من سمعوا عن الحملة فى مصر من خلال الفيسبوك، وسرعان ما انخرطت فيها وأصبحت أحد منسقيها فى مصر، «إحساسا بالواجب تجاه إخواننا فى فلسطين» الذين مرت عليهم قبل أيام الذكرى 62 للنكبة.
بعد معرض القاهرة للكتاب الماضى بأسبوعين تقريبا، كما تقول سالى، بدأ أعضاء الحملة فى مصر خاصة فى محافظات القاهرة والإسكندرية والغربية والمنوفية وأكتوبر، جمع الكتب فى محافظاتهم، يدعمهم فى ذلك مثقفون من بينهم مثلا د.رضوى عاشور.
«وقبل شهر مضى زاد عدد الكتب على 3 آلاف، لكن مؤخرا تبرع أحد المثقفين المصريين بكامل مكتبته ليرتفع عدد الكتب فى مصر إلى نحو 6 آلاف كتاب».
وتشير إحصاءات الحملة إلى أن أعدادا أخرى من الكتب تم تجميعها فى أنحاء مختلفة من العالم؛ منها 450 كتاب فى الأردن، و400 فى المغرب، و500 فى كندا.
وطبقا لخطة الحملة، كما تكشف منسقتها الإعلامية، «سيتم تجميع الكتب فى مصر ثم تدخل فى قافلة إلى غزة يصاحبها تظاهرة يقودها نخبة من المثقفين والأدباء والكتاب من مختلف الدول العربية والأوروبية».
وتضيف موضحة «كان بإمكاننا أن ندخل الكتب عبر أحد الأنفاق، أو إدخالها مجموعات مجموعات مع العائدين عبر المعبر، ولكن هذا لن يسهم فى تسليط الضوء على قضية الحصار وأهمية كسره».
لا يخلو الأمر طبعا من صعوبات، كما تقول سالى، من بينها مثلا أين سيتم تجميع وتخزين الكتب فى النهاية، وكيف ستكون الترتيبات العملية لإرسالها، وهى كلها أشياء لا تزال تحتاج إلى «جهد ودعم من جهات شعبية ورسمية حتى تتمكن قافلة كتاب يكسر الحصار من الوصول قريبا إلى غزة».
