أصدر القضاء الإسباني حكما بتبرئة مجموعة من الجزائريين كانوا معتقلين بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية، ويأتي الحكم لتصحيح الكثير من الأخطاء التي ترافق عمليات اعتقال المشتبه فيهم بتهمة الإرهاب الديني والتحقيق معهم. وأصدرت المحكمة الوطنية في مدريد والمكلفة بالقضايا الكبرى ليلة الثلاثاء حكما يقضي ببراءة خمسة مهاجرين جزائريين من تهمة اقتناء متفجرات لضرب متاجر كبرى في قلب العاصمة مدريد.
واعتبرت المحكمة أن الأدلة التي جرى اعتمادها في الاعتقال والتحقيق لا سند قانونياً لها.
ويتعلق الأمر ببراءة كل من خالد باقل وسعيد بوشيمة وسفيان سدجي وسليم زربوطي وليث سي حميدة. وكانت النيابة تطلب سجنهم بعقوبات تتراوح ما بين سبع و16 سنة.
وكان الحرس المدني قد اعتقل في نوفمبر 2005 إثني عشر مهاجرا جزائريا بتهمة محاولة اقتناء متفجرات من نوع غوما 2 مقابل مخدر القنب الهندي في مدينة غرناطة الأندلسية، ولكنه أفرج بعد أيام عن سبعة وبقي خمسة جزائريين رهن التحقيق. وتمت عملية الاعتقال نتيجة نجاح عميل في التسرب للمجموعة.
وكان هدف المجموعة هو تنفيذ عمليات إرهابية ضخمة ضد متاجر في قلب العاصمة مدريد، وفي الوقت نفسه كانت هذه المجموعة تتعامل مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحارب الحكومة الجزائرية.
واكتشف القضاء بعد تحقيق دقيق عدم أهلية وصدقية أقوال العميل وهو مهاجر بل تعمد الكذب على الحرس المدني نظرا لصعوبة الحصول على المتفجرات وخاصة مادة الزئبق الأحمر التي تتطلب معدات فائقة التقنية لمعالجتها واستحالة الحصول عليها. كما تبين للقضاء أن العميل كان يهدف للحصول على أموال نتيجة المعلومات التي كان يمد بها الحرس المدني وكذلك الاستفادة من امتيازات قضائية بسبب حكم سبق وأن تعرض له سنة 2004 بتهمة المخدرات.
ويأتي حكم تبرئة الجزائريين الخمسة لينضم إلى عشرات الأحكام بالبراءة الأخرى التي مست مهاجرين جرى اعتقالهم بتهمة الإرهاب الديني والانتماء أو التعاون مع جماعات مسلحة من ضمنها القاعدة.
ويرى الكثير من المهتمين بالقضاء في معالجته للإرهاب أنه في الماضي وبعد تفجيرات 11 مارس الإرهابية كانت تحدث اعتقالات لمجرد الشبهة السطحية، لكن القضاء الإسباني يصحح هذه الأخطاء لاحقا.
ويطرح هذا الوضع الكثير من التساؤلات، وأساسا ما يتعلق بأخلاقيات مهنة الصحافة، فأخبار اعتقال هذه المجموعة كانت قد تصدرت الصفحات الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 معززة بالصور والأسماء، وفي أعقاب تبرئتهم لم تكلف الصحافة الإسبانية نفسها عناء نشر الخبر في أعدادها الصادرة أمس الأربعاء رغم أنها تطبع فجرا ولها الوقت الكافي لاستدراك جميع الأخبار.
وما جرى إعلاميا مع هذه المجموعة، يعاني منه المئات من المهاجرين الذين تم اعتقالهم ولكنهم حصلوا على البراءة.