افادت مصادر صهيونية رسمية في تل ابيب انّ العلاقات بين الدولة الصهيونية وبين روسيا باتت هشة للغاية، لافتةً الى انّ تركيز وزير الخارجية، افيجدور ليبرمان، على تقوية العلاقات مع موسكو باء بالفشل. وعلى ارض الواقع، زعم مكتب الرئيس الصهيوني، شمعون بيريز، ان الاخير لم يتعرض للاهانة خلال وجوده في مطار موسكو في ختام مشاركته باحتفالات الذكرى ال 65 للانتصار على النازية الالمانية، بدعوة من الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف.
ونقلت التقارير الصهيونية عن مكتب بيريز القول ان التأخير كان لمدة نصف ساعة فقط، وان البروتوكول الروسي اظهر معاملة كريمة، كما جاء في البيان الرسمي لديوانه، والذي نشرته صحيفة "معاريف". وقال مكتب بيريز ان الاخير والوفد المرافق له، كانوا راضين عن الرعاية الجيدة التي حظيوا بها، على حد زعمه.
وبحسب صحيفة "معاريف" الصهيونية فانّ سلطات المطار الروسية، حاولت التهرب من التعامل مع بيريس كشخصية دبلوماسية رفيعة المستوى، وطلبت من مرافقيه استئجار شركة (VIP) بشكل شخصي، ووصفت الصحيفة في تقرير لها ما تعرض له بيريس خلال وجوده في مطار موسكو بالاهانة القاسية.
وقالت الصحيفة ان سلطات المعابر الروسية تعمدت تأخير النظر في جواز سفر الرئيس الصهيوني، حيث اضطر الى الانتظار لمدة ساعة كاملة داخل الطائرة مع نحو مئة راكب كانوا متوجهين الى تل ابيب.
وبحسب المصدر الصهيوني، وضعت سلطات المعابر في المطار الروسي الكثير من العراقيل خلال تفحصها لجوازات السفر العائدة لشمعون بيريز وحاشيته وصممت على فحص الجوازات بحضور بيريس ورجاله بشكل شخصي وفردي عند شباك فحص الجوازات، خلافا للعرف السائد في مثل هذه الحالات.
علاوة على ذلك، افادت التقارير الصهيونية ان سلطات المطار منعت ايضا دخول بيريز في سيارته المصفحة إلى حرم المطار ومنعته من الوصول مباشرة الى الطائرة، كما يفعل الرؤساء في مثل هذه الحالات، وطلبت منه السير على قدميه عبر "التيرمينال" العادي وصولا الى باب الطائرة مثل اي مسافر آخر، الى انّ تدخلت السفارة الصهيونية ومنعت هذه الاهانة، بحسب المصدر نفسه.
واضاف المصدر، الذي تحدث للصحيفة الصهيونية، وطلب عدم الكشف عن اسمه، ان الروس رفضوا بداية الامر التعامل مع بيريز كشخصية مهمة ورفضوا تقديم الخدمات المرتبطة بهذا التوصيف وضغطوا على حاشية بيريس من اجل ان يستأجروا خدمات (VIP) من شركة خاصة، ما جعل بيريس الذي كان من المفروض ان يدخل الطائرة بعد انتهاء اجراءات جميع افراد حاشيته، الى الوقوف في الطابور مثل اي مسافر عادي.
ولاحظ المراقبون في تل أبيب انّ العلاقات الثنائية بين تل ابيب وموسكو تتجه نحو التصعيد، فقد قامت السلطات الروسية منتصف شهر نوفمبر الماضي باغلاق مكتب تنظيم (ناتيف) التي تشجع هجرة اليهود الروس الى الدولة الصهيونية وحصر عمله في السفارة الصهيونية بموسكو بعد اتضاح الدور التجسسي الذي يقوم به المكتب على الاراضي الروسية واتهام الصحف الصهيونية للسلطات الروسية حينها بانها تعطل وتعرقل هجرة اليهود الى تل ابيب، وقيام السلطات الروسية بطرد القنصل الصهيوني بالسفارة الصهيونية من موسكو صموئيل بولتشوك وبعد اثبات تهمة ممارسة التجسس والقيام بأعمال مخالفة لصلاحياته ومهامه الدبلوماسية، الامر الذي قابلته تل ابيب بطرد دبلوماسي روسي ووصول الامر الى حالة ازمة دبلوماسية بين البلدين.
كما تتوفر دلائل ومعلومات مؤكدة لدى الجهات الروسية عن دور صهيوني تخريبي في جمهوريات الاتحاد السوفييتي ضد المصالح الروسية وخصوصا في حرب القوقاز 2008، بين جورجيا وموسكو واستخدام جورجيا لاسلحة صهيونية ومشاركة خبراء وضباط صهاينة في المعارك.
وبرأي المحللين في الدولة الصهيونية فانّ الروس ينظرون بخطورة الى دخول تل أبيب على خط تعطيل المساعي الروسية لعقد مؤتمر دولي للسلام تشارك فيه كافة اطراف الصراع ومواقف الدولة الصهيونية الرافضة للدور الروسي الفاعل باعتبارها وسيطا دوليا نزيها وحياديا ويملك علاقات جيدة مع كل الاطراف والفصائل والتيارات التي تستطيع انجاح المساعي التفاوضية.
بالاضافة الى ذلك، فانّ الدولة الصهيونية اصبحت حليفًا لجورجيا في السنوات الاخيرة، وقبل واثناءَ حربها مع روسيا، وامدتها الدولة الصهيونية بالاسلحة المتنوعة، بدءً من الالغام ومضادات الالغام الارضية، وحتى الطائرات من دون طيار المعروفة باسم "هيرمس"، كما قامت الدولة الصهيونية بتدريب بعض قواتها، وخاصّة الكوماندوز والقوات الخاصة.
وكان ذلك سببا مباشرا لتدهور العلاقات بين روسيا والدولة الصهيونية، ووصل الامر الى درجة تهديد القادة الروس، وعلى رأسهم الرئيس ميدفيديف، ورئيس وزرائه بوتين، ورئيس الاركان المشتركة نيكولاي ماكاروف تل أبيب بانَّها اذا لم توقف شحنات الاسلحة الى جورجيا، فانَّ موسكو ستقوم بامداد "جيران" الدولة الصهيونية، خاصة سورية واعداءها، ،اي ايران ، بنظم تسليح هجومية.