ادت خسارة ممثلي مجالس الصحوة في الانتخابات العراقية الاخيرة الى حالة من الاحباط بين مشايخ العشائر الذين يشكلون الجزء الاكبر منها، وهم الذين قرروا تغيير المواقع والتعاون مع الامريكيين ومواجهة جماعات المقاومة المسلحة والقاعدة في بلاد الرافدين. وتعاملت الولاياتالمتحدة مع عناصر الصحوات الذين بلغ عددهم في بعض الحالات اكثر من 100 الف عنصر كان يتلقى الواحد منهم 300 دولار على انهم قوة لتحقيق الاستقرار في المناطق السنية التي ثارت على الاحتلال الامريكي وممارسات الحكومة العراقية، وفي اتجاه اخر حلمت القوات الامريكية بتقديم عناصرها كممثلين عن السنة. لكن فشل قادتها بتقديم انفسهم من خلال جبهة واحدة والخلافات بينهم ادت الى تراجع هذا الامل. وكانت جماعات الصحوات قد تعرضت لملاحقات واغتيال لعدد من قادتها سواء من القاعدة او من الحكومة العراقية التي رفضت دمجهم في قوات الامن والجيش، ولم تستجب لطلب قوات الاحتلال الامريكية عندما سلمت مسئوليتهم للحكومة العراقية. ويرى قادة الصحوات الان انفسهم بين فكي كماشة، الحكومة التي ترفضهم والقاعدة والجماعات المسلحة التي ترى فيهم جماعات عدوة وعليه تبدو مجالس الصحوات بلا تأثير ويتراجع دورها. وهذا الوضع قد تكون له اثار خطيرة من ناحية تحول عناصرها مرة اخرى للسلاح. وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" ان السؤال المطروح يتعلق في قبول قادة الصحوات الهزيمة وحقيقة انه لم يعد لهم دور. ويظل دور الصحوات مرتبطا بالدور الامريكي الذي يتراجع يوميا بسبب قرار الادارة الامريكية تخفيض تواجدها في العراق وخفض عدد جنودها الى 50 الفا بحلول آب (اغسطس) القادم تمهيدا للانسحاب من العراق بنهاية العام القادم. وترى الصحيفة ان تراجع دور الصحوات يهدد الارث الامريكي الذي قام على قرار تكتيكي وهو التعاون مع المسلحين السابقين لتحقيق نوع من الامن في البلاد ومواجهة اعداء الولاياتالمتحدة والحكومة العراقية. ومنذ انتخابات 7 مارس الماضية سجلت عدة حالات من الملاحقة والاغتيال لعدد من عناصر الصحوة كان اخرها هجوم على بيت في الطارمية، شمال بغداد، حيث قام عنصر مسلح بقتل ثلاثة اولاد وبنت وزوجة احد عناصر الصحوة. وتقول صحيفة ان قادة الصحوات يجرون مراجعات للهزيمة، وفي اجتماع جرى في منزل احد قادتهم من الرمادي وحضره مسئول في الحكومة وفيه عبروا عن حالة الاحباط التي يعيشونها وانهم لم يحصلوا على المعاملة التي يستحقونها وقال احدهم ان الحكومة كافأته بتعيينه "كناس شوارع". وتحدث عن الامريكيين الذين وصفهم بانهم اشرف من حكومته مع ان الامريكيين محتلون. ويحمل اعضاء الصحوات شكا من نوايا الحكومة ويقول بعضهم انهم عندما يذهبون لاخذ رواتبهم تتم معاملتهم على انهم من القاعدة. وقال احدهم انه بصدق لا يثق بالحكومة لدرجة انه رفض مقابلة مسئول في حكومة المالكي موكل بملف المصالحة. وترى الصحيفة ان معضلة الصحوات هي فشلها في البناء على نجاحاتها فبدلا من العمل كجبهة واحدة ذهب كل واحد في طريقه فيما امتنعوا عن دعم كتلة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي وفازت في الانتخابات. وكان المالكي الذي يحاول التمسك بمنصبه قد اعترف بجهود الصحوات ووعد عناصرها في اجتماع ببغداد بدمجهم في قوات الامن لانهم اي عناصر الصحوات يعرفون عن "الخلايا النائمة" اي استخدامهم كمخبرين، ومن خلال تعاونهم فسيتم القضاء على العنف. وتشير الصحيفة الى الامن الذي تحقق في مناطق الانبار يبدو انه يتراجع نظرا لحالة الاحباط التي يعيشها قادتها. وفي الوقت الذي يعترف فيه العسكريون الامريكيون بانهم لم يصلوا الى الوضع الذي وصلوا اليه الان في العراق بدون الصحوات، يجلس رجالها وهم محبطون ينظرون الى تصرفات الامريكيين تجاه الانتخابات التي يعرفون "انها مزورة" حسب احد قادة الصحوات ولا يفعلون شيئا. ويختم رجل الصحوات هذا بقوله ان الامريكيين "لم يتمسكوا بوعودهم في فيتنام او المانيا ولا في العراق".