قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن ما أثاره وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس بشأن تزويد سوريا وايران حزب الله قذائف وصواريخ من الأكثر تطورا، هو للتغطية على التعقيدات التي تشهدها العلاقات الأمريكية مع الكيان الصهيوني. وأكد ان اللبنانيين منشغلون الآن بالانتخابات البلدية والاختيارية والمهم هو مابعد الانتخابات من قضايا المستويين الداخلي والاقليمي. كما نفى السفير السوري لدى الولاياتالمتحدة، أمس الثلاثاء المزاعم الصهيونية بتزويد بلاده لحزب الله بصواريخ سكود، داعيا الولاياتالمتحدة إلى التفكير ملياً قبل إن تكرر مثل هذه الاتهامات لسوريا. من جانبه أكد وزير الخارجية السورى وليد المعلم أنه "تم تحذير المسئولين الأمريكيين من تجاهل الدوافع الإسرائيلية في إطلاقها لهذه المزاعم والضجيج الذي تثيره بهدف خلط الأوراق وحرف الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وحصارها لقطاع غزة والتي تلقى إدانة دولية واسعة إضافة إلى الأزمة القائمة في علاقات إسرائيل الخارجية بسبب تحديها للمجتمع الدولي برفضها بديهيات متطلبات السلام العادل والشامل". وتأتي تلك التصريحات بعدما جددت الولاياتالمتحدة والكيان الصهيونى اتهاماتهما لكلا من سوريا وإيران بتسليح حزب الله بصواريخ متطورة، وسط مخاوف لبنانية من تجدد الاعتداءات الإسرائيلية. وقال وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس ونظيره الصهيوني إيهود باراك عقب مباحثاتهما بواشنطن الإثنين (26-4)، إن سوريا وإيران تزودان حزب الله بأسلحة لها قدرات متزايدة". وأضاف أن "حزب الله لديه كمية من الصواريخ والمقذوفات أكثر من معظم حكومات العالم". ولم يشر جيتس وباراك إلى نوعية الصواريخ التي يقولان إنها تصل لحزب الله من سوريا، بينما ذكرت تقارير سابقة أن الصواريخ المعنية هي سكود بعيدة المدى والقادرة على ضرب أهداف في مختلف أنحاء الكيان الصهيونى. واعتبر وزير الحرب الصهيوني أن بمقدور تلك الصواريخ الإخلال بما سماه التوازن الحساس للغاية في لبنان، وقال أيضا إن سوريا "تتصرف بطريقة ضارة بإرسالها نظم أسلحة إلى حزب الله". ورغم ذلك، قلل باراك من فرص اندلاع صراع بشأن هذه الصواريخ، وقال في هذا الصدد إن الدولة الصهيونية لا تسعى لإثارة صدام كبير في لبنان، وذكر أن تل أبيب تراقب الموقف عن كثب. وكان تقرير لوزارة الحرب الصهيونية قد ذكر قبل أسبوع أن حزب الله أعاد تسليح نفسه بشكل يفوق المستويات التي كان عليها قبل عام 2006. يذكر أن إثارة ملف الصواريخ المزعومة، تزامن مع محاولات من جانب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتحسين العلاقات مع دمشق، وهي الجهود التي تعثرت. ويسعى أوباما لإعادة السفير الأمريكي إلى دمشق بعد غياب دام خمسة أعوام، ولكن السفير المعين روبرت فورد ما زال ينتظر موافقة مجلس الشيوخ.
اتهامات لبنانية من ناحية أخرى، اتهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الكيان الصهيونى بوضع الحجج لشن حرب جديدة على بلاده. وقال الحريري في مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ الإثنين (26-4): "نحن ننظر لهذا الموضوع على أنه محاولة لوضع حجج لاحتمال شن حرب على لبنان". كما أشار إلى أن مبارك أكد له أن مصر تجري اتصالات مكثفة من جانبها لتأمين الحماية اللازمة للبنان وسوريا ضد هذه التهديدات.
تهويل امريكى وفى الشأن نفسه، أكد نائب من حزب الله الأربعاء (28-4)، أن السلاح الأمريكي هو سبب زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، متهما الدولة الصهيونية وواشنطن بمحاولة تقييد حركة المقاومة في الدفاع عن لبنان، وذلك ردا على كلام وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس عن خطر ترسانة الحزب. وقال النائب حسن فضل الله لوكالة "فرانس برس" إن السلاح الأمريكي الذي يفتك بالشعوب من أفغانستان إلى العراق وفلسطين ولبنان هو سبب مآسي هذه المنطقة والعامل الأساسي لزعزعة أمنها واستقرارها ومنع تطورها. وجاء كلام فضل الله ردا على تصريحات لوزير الحرب الأمريكي الثلاثاء اتهم فيها إيران وسوريا بتسليح حزب الله بصواريخ وقذائف متطورة، مؤكدا أن ترسانة الحزب تقوض الاستقرار في المنطقة. وأشار فضل الله إلى أن الضغوط الأمريكية والتهويل على حزب الله وسوريا يهدف إلى تقييد حركة المقاومة وبالتالي منع لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه من امتلاك امكانات الدفاع عن نفسه. الا انه أكد أن من حق لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه السعي بكل الوسائل والسبل المشروعة إلى امتلاك القدرات التي تخوله الدفاع عن نفسه وحماية أرضه. واعتبر أن المعركة السياسية والدبلوماسية التي تخوضها أمريكا لمصلحة الدولة الصهيونية ترفع شعار الحفاظ على التفوق الصهيوني، وتطلب منا أن نسلم بهذا التفوق لتبقى الدولة الصهيونية قادرة على شن العدوان ساعة تشاء من دون أن تكون لدينا القدرة على مواجهتها. الا انه اكد "اننا لسنا معنيين بالخضوع لمعادلة التفوق الاسرائيلي الدائم".
إثارة التوتر وعن سبب اثارة موضوع صواريخ (سكود) حاليا، قال "إن تصريحات جيتس ووزير الحرب الصهيوني ايهود باراك في واشنطن تهدف إلى إثارة التوتر في المنطقة لحرف الانظار عما ترتكبه إسرائيل ضد الفلسطينيين واللبنانيين". ورأى فضل أن هناك حملة ضغوط سياسية ودبلوماسية أمريكية تكمل حملة التهديدات الصهيونية الموجهة في الآونة الاخيرة ضد لبنان وسوريا لتخويفهما ودفعهما إلى التخلي عن حقوقهما والخضوع للابتزاز الأمريكي والصهيوني. الا انه أكد أن الحكومة الصهيونية برئاسة بنيامين نتنياهو تدرك أن خيارها العسكري لم يعد سهلا وان المقاومة في لبنان تتعاطى مع التهديد الصهيوني بالاستعداد لكل الاحتمالات والجهوزية الدائمة للدفاع عن بلدها". وقال جيتس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصهيوني أمس الثلاثاء إن سوريا وإيران تزودان حزب الله بقذائف وصواريخ ذات قدرات متطورة. وأضاف إن حزب الله بات يملك من القذائف والصورايخ أكثر مما تملكه غالبية حكومات العالم، وهذا بالتأكيد أمر يزعزع استقرار المنطقة باسرها. وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز أعلن مؤخرا أن سوريا تنقل صواريخ (سكود) إلى حزب الله في لبنان، الأمر الذي نفته دمشق ورفض حزب الله التعليق عليه. ومن جانبه، قال باراك "إن إسرائيل ليس لديها نية لإثارة تصادم كبير في لبنان"، لكنه أردف بإن سوريا تتصرف بطريقة ضارة بإرسالها نظم أسلحة إلى حزب الله من الممكن أن تخل بالتوازن الدقيق في لبنان. وجاءت زيارة وزير الحرب الصهيوني إلى واشنطن في الوقت الذي تحاول فيه الولاياتالمتحدة والكيان الصهيونى التكيف مع خلاف في العلاقات بين البلدين بسبب استمرار الكيان في النشاط الاستيطاني بالقدسالمحتلة.