حملت هيئة علماء المسلمين بالعراق من وصفتهم ب (الاحتلال الغاشم والحكومة الحالية) المسئولية الكاملة عن التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد الأحد (4-4)، والتي استهدفت سفارتي إيران ومصر ومنزل السفير الألماني. وقالت الهيئة في بيان لها الاثنين (5-4)، أنها تُحمل الاحتلال الغاشم والحكومة الحالية المسئولية الكاملة عن هذه التفجيرات الإجرامية النكراء. وأضافت الهيئة في بيانها الاثنين إن جهات مشبوهة تقف وراء كل الجرائم الوحشية والانتهاكات الصارخة التي تهدف إلى القضاء على العراق وشعبه الصابر الصامد. وتابعت الهيئة، التي تعد من أشد المناهضين للوجود العسكري الأمريكي في العراق، إن التفجيرات الدامية التي شهدتها العاصمة بغداد امس وراح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح، وما نراه من استخفاف بأرواح العراقيين وانتهاك لحرماتهم يجري وسط معارك ونزاعات بين اقطاب العملية السياسية بهدف الحصول على مكاسب دنيئة ومناصب لا تغني ولا تسمن من جوع في الوقت الذي تحصد فيه آلة القتل أرواح العراقيين الأبرياء. وكانت بغداد قد شهدت الأحد ثلاثة تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخه أسفرت عن مصرع نحو 30 وجرح مايزيد على 200 آخرين. وبدأت قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة الاثنين في بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى، والاقضية المجاورة لمطاردة تنظيم القاعدة اثر تفجيرات دامية الاسبوع الماضي أسفرت عن مقتل 52 شخصا. وقال مصدر أمني في شرطة ديالى إن قوات من الشرطة والجيش بدأت إجراءات أمنية مشددة منذ صباح الاثنين في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) والمناطق المحيطة بها لمطاردة تنظيم القاعدة وفرض الأمن. وأضاف إن قواتنا وعددها حوالي 39 الفا من الشرطة والجيش انتشرت في بعقوبة والاقضية المحيطة واقامت نقاط تفتيش على جميع الطرق الرئيسية والفرعية، مشيرا إلى أن الخطة تتضمن قطع عدد من الطرق المؤدية الى الاحياء والابقاء على منفذ واحد لكل منها. ووزعت السلطات اسماء مطلوبين على جميع الحواجز الثابتة والمتحركة. ومن جهته، أكد مصدر في غرفة عمليات ديالى اعتقال 11 شخصا بتهمة الارهاب. وأوضح أن الهدف من تطبيق هذه الإجراءات هو فرض الأمن واعتقال عدد من المطلوبين داخل بعقوبة والاقضية بحسب معلومات استخباراتية. وأشار إلى أن المعلومات تؤكد محاولة المسلحين تنفيد تفجيرات دامية مشابهة لتلك التي وقعت في الخالص، في إشارة إلى التفجيرات التي أوقعت 52 قتيلا، واقيل على اثرها مدير شرطة ديالى اللواء عبد الحسين الشمري في حين احيل عدد من الضباط الى التحقيق. ويذكر ان قوات الاحتلال الأمريكية والعراقية العميلة قد شنت عدة حملات عسكرية في ديالى منذ العام 2007 للقضاء على التنظيمات المتطرفة. وما تزال القاعدة تنشط في بعض جيوب هذه المحافظة التي تعتبر نسخة مصغرة عن العراق نظرا لتركيبتها السكانية، وهي خليط متعدد من القوميات يضم العرب سنة وشيعة، والاكراد سنة وفيليين، والتركمان الشيعة.