قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يحيل إلى الكونجرس تقريره نصف السنوي حول العدوان علي أفغانستان بدون الإشارة إلى تغيير في مجال الإستراتيجية أو الميزانية. وأعلن البيت الابيض هذا التحرك بعد أيام على زيارته الخاطفة الأحد الماضى إلى هذا البلد. ويفرض القانون على الرئيس إحالة مثل هذا التقرير، السري، كل ستة أشهر إلى الكونجرس الذي يجيز صرف أموال للشئون العسكرية. وقال أوباما في رسالة إلى لجان القوات المسلحة والمال والعدل في مجلسي النواب والشيوخ "أنهت إدارتي تحليلاً سياسيًا معمقًا في نوفمبر الماضي وقدمت مقاربتي الجديد إلى الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت في الأول من ديمسبر 2009. وأضاف: "فيما يتعلق بتطوير هذه السياسة، فقد واصلنا إجراء محادثات مكثفة مع الكونجرس حول تطبيق هذه المقاربة الجديدة، وسوف نطبق هذه السياسة ولا نعتقد أنها تحتاج لاية تعديلات مهما كانت بسيطة في الوقت الراهن". وقال أوباما "التقدم في افغانستان بطيء جدًا"، وذلك عقب عودته من زيارة خاطفة ومفاجئة لأفغانستان التقى خلالها الرئيس حامد كرزاي وجنودًا أمريكيين يشاركون في احتلال هذا البلد".
سخرية طالبان وكانت حركة طالبان الأفغانية قد استخفت بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعاصمة الأفغانية كابول تحت جنح الظلام مثل "اللص". وكان أوباما قد أجرى، الأحد، أول زيارة لكابول منذ توليه الرئاسة، حيث وصل وغادر تحت جنح الظلام، بعدما هبطت طائرته في قاعدة باجرام لتنقله طائرة هليكوبتر لقصر رئاسي محصن تحصينًا شديدًا ليلتقي بنظيره الأفغاني حامد كرزاي. وعقب اجتماع ثنائي مع كرزاي لمدة 25 دقيقة فقط ومصافحة سريعة لأعضاء حكومة كرزاي أقلت الطائرة أوباما إلى باجرام حيث تحدث إلى الجنود الأمريكيين مختتمًا الزيارة التي استغرقت ست ساعات. وقالت طالبان، في موقعها على الانترنت "إن خوف الزعيم الأمريكي من الوصول في النهار كان شديدًا جدًا بسبب تهديد الحركة". وأضافت أنه "بقيامه بزيارة مفاجئة لأفغانستان... أثبت أوباما أن استراتيجيته العسكرية وزيادة القوات بمقدار 30 ألف جندي ودعايته التي تهدف إلى رفع الروح المعنوية فشلت كلها في التأثير علينا". وكان أوباما قد أصدر في ديسمبر أوامره بأرسال قوات أمريكية إضافية قوامها 30 ألف فرد لمحاولة تحويل دفة الأمور ضد طالبان التي نشطت من جديد في الأعوام الأخيرة لتلحق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال الأجنبية.