هدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بإلغاء الاستفتاء المقرر مطلع العام القادم لتحديد مصير الجنوب بالبقاء ضمن سودان موحد أو الانفصال عنه، وذلك إذا ما رفضت "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، حركة التمرد السابقة، المشاركة في الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في أبريل. وقال البشير في خطاب انتخابي في الخرطوم إنه إذا رفضت الحركة إجراء الانتخابات فسيرفض إجراء الاستفتاء، مشددًا على أنه لن يقبل تأجيل الانتخابات ولو حتى ليوم واحد عن موعدها المحدد في 11 أبريل.
واعتبر محللون تحذير البشير رسالة واضحة إلى الحركة الحاكمة في الجنوب كي تنأى بنفسها عن المعارضة التي هددت بعض جماعاتها بمقاطعة الانتخابات، بدعوى أنها تفتقر إلى ضمانات لأن تكون حرة ونزيهة.
إلغاء اجتماع رئاسي وواكب تلويح البشير بإلغاء الاستفتاء المقرر بموجب اتفاقية نيفاشا في عام 2005، إلغاء مفاجئ لاجتماع للرئاسة كان من المقرر أن يعقد الثلاثاء (30-3)، فيما اعتبر علامة جدية على تدهور العلاقات بين السلطات في الشمال والسلطات في الجنوب اللتين شكلتا حكومة ائتلافية في 2005.
وقال عبد الله مسار، مستشار البشير مساء الاثنين، إن الطرفين لم يتمكنا من الاتفاق على جدول الأعمال الذي سيرفع إلي الرئاسة، وأضاف قائلاً "توجد خلافات بشأن الانتخابات. حزب المؤتمر الوطني يقول إن الانتخابات يجب أن تجرى في موعدها".
وفي العادة، فإنه عندما تصل العلاقات بين الشريكين الشمالي والجنوبي إلى طريق مسدود فإن مجلس الرئاسة يجتمع لتسوية الخلافات. ويشير قرار إلغاء الاجتماع إلى مدى التباعد في مواقف الجانبين قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات.
يشار إلى أن انتخابات أبريل، وهي أول انتخابات برلمانية ورئاسية تعددية في 24 عامًا، والاستفتاء على الانفصال المقرر إجراؤه في الجنوب في يناير 2011 هما بندان أساسيان في اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي تم توقيعه في 2005.
وتشكك المعارضة ومن بينها الحركة الشعبية لتحرير السودان في نزاهة الإجراءات الخاصة بالانتخابات، وأمهلت مفوضية الانتخابات 72 ساعة لإصلاح ما سموه خروقًا ارتكبتها في قانون الانتخابات.