أشاد لاعبون ومدربون وناقدون رياضيون فلسطينيون بموقف الشارع الكروي المصري والممثل بمدربيه ولاعبيه وناقديه الرافض تمامًا لإقامة مباراة ودية بين المنتخب الأوليمبي المصري ونظيره الفلسطيني في الضفة الغربيةالمحتلة، بسبب ارتهانها بحصول فريقهم على التأشيرة الصهيونية لدخول الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأجمع الرياضيون الفلسطينيون في قطاع غزة في تصريحات صحفية السبت (6-3)، على إكبار الموقف الرياضي المصري، مشددين على أن الجمهور المصري يتعاطف دائمًا مع الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وطبقاته، فليس غريبًا عليهم هذه الوقفة البطولية، معتبرين أن قطاع غزة يرحب بهم لإقامة مثل هكذا مباراة.
مواقف مشرقة وأكد غسان محيسن المحرر الرياضي في جريدة فلسطين أن عدم رغبة المدربين واللاعبين المصريين الذهاب للضفة لأداء المباراة بسبب لزوم حصولهم على تأشيرة صهيونية ليس غريبًا على المنتخب المصري؛ لأنه عودنا على مواقفه المشرفة التي تصب دائمًا في مصلحة الشعب الفلسطيني، خاصة بعد موقف أحد أفراد لاعبيه الكبار محمد أبو تريكية في تصفيات الأمم الأفريقية قبل الأخيرة عندما رفع شعارًا يتضامن فيه مع غزة.
وقال إن غزة وجمهورها الرياضي سيكونون سعداء باستضافة الفريق المصري والأبطال الذين طالما تابعوهم عبر الشاشة الذهبية بكل الحب والوفاء. وكان رياضيون مصريون عبروا عن تذمرهم واعتراضهم على موافقة الاتحاد المصري على لعب مباراة مع فريق فلسطيني في الضفة الغربيةالمحتلة، لأنه لن يكون بمقدورهم الوصول هناك إلا بعد الحصول على التأشيرة الصهيونية، وهو ما يعتبر شكلاً من أشكال التطبيع الذي يُجمع الرياضيون على رفضه بشدة.
التأشيرة الصهيونية تعنى التطبيع ويؤكد غسان البلعاوي مدرب فريق شباب الأمعري في الضفة الغربيةالمحتلة أن الجمهور المصري محق في رؤيته حول أداء المباراة؛ فلا يجوز لعب مباراة ونحن ما زلنا تحت الاحتلال الصهيوني .
وأضاف: "أنا أشاطر امتعاض المدربين الجمهور الرياضي المصري من ذهاب منتخبهم الأوليمبي إلى لضفة الغربيةالمحتلة بتأشيرة صهيونية". وكان رياضيون مصريون اقترحوا على اتحاد كرتهم أن تجري المباراة في غزة مثلما فعل نادي الزمالك عام 2000م عقب أحداث الانتفاضة.
دعوة للوحدة من جانبه، قال حمادة شبير لاعب المنتخب الوطني الفلسطيني وكابتن نادي خدمات الشاطئ بغزة،: "نحن نرغب في قدوم المنتخبات العربية إلى فلسطينالمحتلة من أجل لعب مباراة ودية مع فريقنا سواء كان الأوليمبي أو الوطني، لأنها ستؤدي إلى صقل المواهب الرياضية الفلسطينية بالخبرة الكافية لمواجهة الفرق المنافسة".
ودعا شبير القائمين على الاتحاد الفلسطيني إلى اختيار أعضاء المنتخب من القطاع والضفة ليكونوا هم النواة التي ستواجه المنتخب المصري، فمن شأن هذه الخطوة لم الشمل الفلسطيني بعد فرقة دامت لسنين.
المباراة في غزة خطوة هامة ويؤكد تامر حمدي الناقد الرياضي، أنه كان من الأجدر إقامة المباراة في قطاع غزة بدل الضفة الغربية معللاً ذلك لعدو وجود جدار فاصل وبوابة بين القطاع ومصر تخضع للاحتلال، فمعبر رفح يقع تحت السيطرة الفلسطينية المصرية ولا شأن للاحتلال به.
وأضاف "إقامة المباراة في غزة سيكون بمثابة تجديد التضامن مع سكان القطاع، خصوصًا بعد المجازر التي ارتكبها الاحتلال في القطاع أثناء عدوانه عليه شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 2008- كانون الثاني (يناير) 2009م.
ترحيب فى غزة ولم يقتصر الترحيب وتشجيع إقامة مباراة فلسطينية مصرية في قطاع غزة على الرياضيين الفلسطينيين، بل امتد إلى الشارع الفلسطيني الغزي المعروف بتشجيعه للمنتخبات الرياضية المصرية لا سيما الزمالك والأهلي.
وقال الشاب حسين أحمد (23 عامًا)، الذي يقول إنه من مشجعي الفريق الأهلي المصري، إنه يتمنى أن يستجيب اتحاد الكرة المصري لرغبات الرياضيين المصريين والشعبين المصري والفلسطيني بإقامة المباراة في قطاع غزة، كشكل من أشكال التضامن مع أهلها المحاصرين، وتحديًّا للاحتلال الذي لن يكون موجودًا ليفرض تأشيرته على جوازات سفرهم.
وعبر عن قناعته أن عشرات الآلاف سيشاركون في استقبال والترحيب بالفريق الرياضي المصري حال قرر الوصول لغزة.
يشار إلى أن الشارع الفلسطيني، وخصوصًا سكان قطاع غزة، على ارتباط وثيق بالمصريين، وخير دليل على ذلك خروج الآلاف من الفلسطينيين لدى فوز مصر بكاس أفريقيا رغم المرارة التي يشعرون بها لإغلاق السلطات المصرية معبر رفح.