كتب: محمد أبو المجد// أكد الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل خلال المؤتمر الأسبوعي للحزب بالجامع الأزهرأن الوضع الآن في العراق أصبح فوق طاقة الأمريكان فكل يوم يسقط منهم العشرات قتلى وجرحى حتى وصل عدد قتلاهم باعترافاتهم غير الرسمية إلى 20.000 قتيل وضعفهم من الجرحى, مما استدعاهم لتكوين لجنة أمريكية سميت بلجنة "بيكر هاملتون" والتي أكدت أن الولاياتالمتحدة تمر بمأزق غير مسبوق على مدار تاريخها في العراق, وشددت على أن السبيل الوحيد للخروج من المأزق هو العمل على جلاء القوات الأمريكية من العراق في أقرب وقت, ولكن تلك اللجنة – وبخبث- لم تترك الأمر هكذا, بل طالبت بإحلال القوات الأمريكية بقوات من سوريا وإيران حتى تضمن استمرار الفتن الطائفية في العراق, ولكنهم لا يعرفون أن إيران حتى وإن كان لها بعض التطلعات الإقليمية في العراق, فإنها تعتبر أمريكا هي الشيطان الأكبر ولن تحقق لها أهدافها أبدًا, وأضاف قرقر أن سوريا وإيران لن تتورطا في حرب بالوكالة عن أمريكا في العراق ولن يقدما أية تنازلات, خاصة وأنهم في حالة حرب مع أمريكا. تفاعلاً مع قضايا الأمة الداخلية والخارجية, واستمرارًا لسياسته في التواصل مع الجماهير, استمر المؤتمر الأسبوعي لحزب العمل بالجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة، وكالمعتادة أسبوعيا فقد كان المؤتمر حاشدا حيث شهد حضورًا جماهيريًا لافتًا لا سيما بعد خطبة الجمعة والتي تناولت موضوع الحج ووحدة الأمة حيث أكد خطيب الجمعة أن الحج إنما جعله الله تعالى ليكون مؤتمرًا سنويًا يجتمع فيه المسلمون من كل أنحاء الأرض ليذكروا اسم الله في صعيد واحد, وتظهر وحدتهم التي هم أحوج ما يكونوا لها الآن بعد الأحوال التي تعيشها الأمة من تفتت وضعف وانتهاك للحرمات وتجبر للأعداء عليها, وطالب الخطيب حكام المسلمين بأن يستغلوا هذه المناسبة الوحدوية ويجتمعوا في الأرض المقدسة ليناقشوا مشكلات الأمة ويضعون الحلول لها إن كانوا يفقهون. أمن الدولة يحاول إفساد المؤتمر وقد تحدث في المؤتمر الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل والذي ما إن بدأ حديثه حتى قام شخص وأخذ يصيح بصوت عال ليغطي على صوت الدكتور مجدي وكاد المصلون يشتبكون معه لولا أنه هرب من بينهم ودخل وسط ضباط أمن الدولة واختفى بيينهم ليستكمل الدكتور قرقر كلمته, والذي بدأها بالهجوم على مثل تلك الممارسات التي يقوم بها بعض المندسين والمحسوبين على الأمن ليفسدوا هذا المؤتمر وتعهد بالاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات مهما حاولوا منعنا, مشددًا على أن المسجد سيبقى قلعة حصينة للدفاع عن الوطن والإسلام ضد مخططات الأعداء داخليًا وخارجيًا كما كان دوره دائمًا عبر العصور. سوريا وإيران أذكى من ذلك وأوضح قرقر أن التقرير أوصى بعدم تقسيم العراق إلى دويلات كما تسعي أمريكا لأن هذا سيجر عليها خرابًا ودمارًا كبيرًا وبعدها صرح بوش بأن الإدارة الأمريكية ستدرس توصيات لجنة بيكر هاملتون وستأخذها على محمل الجد. وحذر قرقر بشدة من الانخداع بهذا التقرير أو أخذه بحسن نية, فربما يقولون هم ذلك ليوهموننا بفشل مخططاتهم بينما هي في الحقيقة تنشط وتزداد, خاصة وأنهم يريدون الإيقاع بين سوريا وإيران والسنة لتكون فتنة لا تبقى ولا تذر. زرع الفتنة ونبه قرقر إلى أن الأعداء بدأوا في تحقيق بعض النجاحات في المنطقة وذلك عن طريق محاولتهم زرع الفتنة بين القوى والمذاهب الرئيسية مثل السنة والشيعة, ولم يكتفوا بإيقاع الفتنة بين الشعوب ولكنهم بدأوا في اللعب على الأنظمة والدول بترويجهم لموضوعات مثل الهلال الشيعي بواسطة إيران وسوريا ولبنان, والهلال السني الذي يقاطعه بواسطة مصر والسعودية والأردن, وحذر قرقر مصر والسعودية إلى الانجرار لمثل هذه الترهات. الموقف المصري وتساءل قرقر عن الموقف المصري من التطورات في العراق وفلسطين, وقال: إن موقف مصر ليس واضحًا وليس حاسمًا, فتارة نجد النظام يستقبل قادة العراق الموالين لأمريكا ثم يستقبل الشيخ حارث الضاري ممثل السنة وزعيم المقاومة ضد الأمريكان في العراق, وتارة يستقبل محمود عباس- الرئيس الفلسطيني الموالي للصهاينة والأمريكان, ويستقبل في نفس الوقت خالد مشعل رمز حركة حماس المقاومة لهم, محذرًا من أن استمرار تمييع موقف مصر يعني القضاء على القضية العراقية والفلسطينية لصالح الأعداء, فمصر هي قلب الأمة العربية والإسلامية ولذلك يجب أن يكون دورها حاسمًا واضحًا ضد الأعداء, خاصة وأن أمن مصر مهدد من كل الجهات ومخطط أمريكا لغزو دارفور وتفتيت السودان والسيطرة على منابع النيل يسير بخطى ثابتة في الوقت الذي يقوم فيه النظام المصري بشغل الناس بقضايا جانبية مسفة على يد وزرائه مثلما فعل وزير ثقافتنا "الهمام" بتصريحاته الأخيرة ومن قبلها ممارساته المنكرة والتي شغل بها الشعب كثيرًا عن قضاياه الأساسية وهي محاربة الفساد والاستبداد في الداخل ورد مخططات الأعداء في الخارج, وهو ما يصب في مصلحة النظام والأمريكان في نفس الوقت. إجراء مسئ واستنكر قرقر الإجراء الذي اتخذته السلطات المصرية مؤخرًا بترحيل عدد من الطلاب الأمريكان والأوروبيين المسلمين الذين يدرسون في الأزهر الشريف وذلك بتهمة الإرهاب, وطالب بالكشف عن حقيقة الأمر أمام الشعب إن كانوا بالفعل إرهابيين وإلا فإن هذا الإجراء يعتبر إجراء مسيئًا لمصر ولصورة لأزهر الذي يدرس العلوم الشرعية بشكل وسطي بدون إفراط ولا تفريط.