اعترف الاحتلال بأفغانستان بارتفاع عدد قتلاه في العملية الواسعة التي يشنها على حركة طالبان في بلدة مرجة جنوبيأفغانستان إلى 11 جنديًا, وذلك بعد مقتل ستة من جنوده يوم الخميس، في اليوم السادس من الهجوم. ولم يعلن الاحتلال جنسيات القتلى الستة، لكن وزارة الدفاع البريطانية قالت: إن جنديين بريطانيين من بين هؤلاء القتلى.
في نفس الوقت أقرّ قائد قوات المارينز في أفغانستان الجنرال لاري نيكلسون بوجود جيوب للمقاومة خاضعة لسيطرة طالبان في مرجة.
بينما قال القائد البريطاني لقوات الناتو في جنوبأفغانستان اللواء نك كارتر: قد نحتاج إلى شهر آخر لتأمين المنطقة.
من جهة أخرى, قتل سبعة من رجال الشرطة الأفغان أمس عندما تعرضت السيارة التي كانوا يستقلونها لإطلاق النار خطأ من طائرة عسكرية تابعة لحلف الناتو.
وقال رئيس شرطة منطقة إمام صاحب في ولاية قندز: إن طائرة تابعة للناتو أصابت عنصرا من قوات الشرطة الخاصة وقتلت سبعة آخرين من رجال الشرطة بالخطأ اعتقادا بأنهم عناصر تابعة لطالبان.
وقال متحدث باسم الناتو: إن الحلف على علم بوقوع حادث، وإن قواته تجري تحقيقا في هذا الصدد.
وقال حاكم ولاية قندز محمد عمر: إن السلطات في المنطقة تلقت طلبا بالتحقيق في الحادث.
يأتي ذلك في وقت جمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مجلس الحرب حول أفغانستان لتقييم عملية مرجة .
ولم يتسرب أي تفصيل حول هذا الاجتماع الذي عقد في القاعة التي تتمتع بحماية أمنية عالية والمخصصة لإدارة الأزمات في البيت الأبيض .
ولكن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، قال عقب الاجتماع: إن الهجوم الكبير الذي تشنه قوات حلف الأطلسي والجيش الأفغاني ضد طالبان في ولاية هلمند بجنوبأفغانستان “يسير بشكل جيد”, على حد قوله .
وبدأ هذا الهجوم السبت الماضي، ويشارك فيه حوالي 15 ألف جندي أفغاني وأجنبي .
بريطانيا: مقاومة طالبان في ازدياد
واعترف جيش الاحتلال البريطاني بأن مقاومة حركة طالبان في مرجة بجنوبأفغانستان زادت كما كان متوقعًا، وزعم أن هذه المقاومة لا تهدد نجاح الحملة التي يشنها الاحتلال حاليًا في محافظة هيلمند. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال البريطاني اليوم الجمعة إن المقاومة التي تبديها حركة طالبان حول معقلها في مرجه جنوبأفغانستان زادت كما كان متوقعًا في الساعات الأخيرة، وزعم أنها لا تهدد نجاح حملة الحلف الأطلسي. وأضاف الجنرال جوردن مسنجر أثناء لقاء اعلامي في لندن في اليوم السابع من حملة "مشترك": "مستوى مقاومة طالبان زاد كما كان متوقعًا". وأردف: "توقعنا مع التقاط العدو أنفاسه،أ ن تزيد المقاومة وهذا ما حصل، وهنام رسائل متبادلة بيني وبين الجنرال البريطاني نيك كارتر المكلف قيادة قوات الحلف الأطلسي في جنوبأفغانستان". وقال الجنرال مسنجر: "لقد سجل عدد أكبر من الهجمات ضد إيساف قوة الأطلسي في أفغانستان والقوات الأفغانية قياسًا بالفترة السابقة مع بداية الحملة بيد أن عمليات طالبان تظل غير منسقة"، وفق كذبه. وأعرب الجنرال نيك كارتر عن قناعته بأن السيطرة على مرجة حيث تلاقي القوات الأفغانية والدولية مقاومة شرسة ستتطلب 25 إلى 30 يومًا. طالبان تدعو لنقل بكاء جنود الاحتلال بمرجة وكانت حركة طالبان الأفغانية قد دعت وسائل الإعلام العالمية لمشاهدة جنود الاحتلال في مرجة وهم يبكون بصوت عالٍ، ونقل ذلك إلى العالم أجمع يروا لمن السيطرة على الأرض. وذكرت وكالة "فرانس برس" أن طالبان دعت، الثلاثاء، الصحافيين للتوجه إلى مرجة في جنوبأفغانستان كي "يروا بأم العين" من هي الجهة التي تسيطر على المنطقة، حيث يشن حلف شمال الأطلسي هجومًا واسع النطاق منذ أربعة أيام ضد عناصر طالبان. وأضافت الوكالة أن طالبان قالت في بطاقة الدعوة، التي تلقت الوكالة نسخة منها عبر البريد الإلكتروني، إنها تدعو "جميع وسائل الإعلام المستقلة في العالم إلى إرسال مراسلين إلى مرجة"، موضحةً أنه سيكون بوسع المراسلين "أن يروا بأم العين الوضع وأن ينقلوا الحقيقة إلى الناس (..) ويظهروا من الذي يسيطر على المنطقة". وأشارت الوكالة إلى أن عددًا كبيرًا من مراسلي وسائل الإعلام الغربية يغطي في الوقت الراهن هذه العملية التي أطلق عليها "مشترك"، وذلك عبر مرافقتهم الوحدات الأفغانية والأمريكية في الميدان. ومن جانبها، قالت طالبان: "كما هو معلوم بالضرورة إن العدو أجبر وسائل الإعلام العالمية بالمال والقوة؛ لكي تقوم بالدعاية لصالحه، وبهذه الطريقة يرش التراب في عيون العالمين ويخفي هزيمته المفتضحة في منطقة مارجه بمديرية نادعلي بولاية هلمند". ويشارك حوالى 15 ألف جندي أفغاني ودولي منذ أربعة أيام في عملية مرجة ألا أنهم لا يزالون يصطدمون بجيوب مقاومة في هذه المنطقة التي تعتبر معقلًا لطالبان في جنوبأفغانستان المزروع بالعبوات اليدوية الصنع.