ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية إن الإستراتيجية العسكرية في أفغانستان لا تعد ناجحة، وإنه من المبكر الحديث عن أي انتصارات في الهجوم الواسع على معاقل حركة طالبان في ولاية "هلمند". وأضافت "إنه بينما تقدمت القوات البريطانية إلى منطقة ناد علي، زحفت القوات الأمريكية إلى مدينة مرجة بجنوب أفغانستان"، وتشارك في الهجوم قوات احتلال تابعة للتحالف الدولي وحلف شمال الأطلسى "ناتو"، بالإضافة إلى قوات من الجيش الأفغاني العميل تشارك للمرة الأولى.
وتابعت الصحيفة "إن المقصود بالعملية الموسعة ضد طالبان هو تفنيد الشكوك في الشارعين الأمريكي والبريطاني إزاء الهدف من وجود القوات الأجنبية في أفغانستان، بالإضافة إلى تعريف أهالي هلمند وما حولها بقدرة قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الانتصار على طالبان والاستيلاء على معاقلها والأراضي التي تسيطر عليها".
الانسحاب لا يعني الهزيمة وزادت "إنه لا يمكن القول إن طالبان انهزمت، بل يخشى أن يكون مقاتلوها انسحبوا كي يعيدوا انتشارهم لشن هجمات معاكسة، تماما كما فعلت عام "2001، داعية إلى التمهل قبل الحديث عن أي انتصارات لأي من الجانبين.
من جانبها شككت النائبة في البرلمان الأفغاني مليلة جويا في أهداف الهجوم الأمريكي البريطاني على ولاية هلمند، ونددت بالآثار الكارثية التي سيتركها على المدنيين الأفغان من أهالي الولاية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكل مختبئ في مدينة مرجة والكل يشعر بالخوف، وأن طالبان تشن هجمات معاكسة على القوات الأمريكية في المدينة التي تسودها أجواء الرعب والقلق.
شهداء مدنيون ولا يبدو سقوط قتلى مدنيين خلال العملية التي تشنها قوات الاحتلال التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" دافعًا كافيا لوقف هجماتها بجنوبي أفغانستان ضد مجاهدي حركة "طالبان" في عملية هي الأضخم منذ احتلال هذا البلد في أواخر 2001، حسب مزاعم الدعاية الأمريكية والغربية.
واعترف "الناتو" أمس الأحد بالمسئولية عن مقتل 12 مدنيًا بصاروخين زعم أنهما أخطآ هدفهما، بينما أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي فتح تحقيق في الغارة التي أصابت أحد المنازل في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان.
سعادة الناتو مع ذلك، أعرب قادة عسكريون ضمن قوات الاحتلال التابعة ل "الناتو" عن ارتياحهم لسير العمليات، ووصف الجنرال الأمريكي لاري نيكولسون قائد "المارينز" الأربعة والعشرين ساعة الأولى من العملية بأنها "جيدة"، وقال "تعرضنا لرصاص كثيف من القناصة" وقامت آليات نزع الألغام "بتفجير العديد من العبوات المتفجرة"، موضحًا أن ذلك يؤخر تقدم رجاله.
من جانبه، اعتبر الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن الهجوم العسكري يتقدم "بشكل جيد"، بينما قال ناطق باسم الجيش البريطاني عقب الأربعة والعشرين ساعة الأولى إن القادة العسكريين في الحلف الأطلسي والجنرالات البريطانيين "مرتاحون جدًا" لسير العملية.
15 ألف جندي ويشارك في العملية 15 ألف جندي، غالبيتهم من الجنود الأمريكيين والبريطانيين وبعض الكنديين والدانماركيين والاستونيين.
ويعد الهجوم الجاري واحدًا من أكبر عمليات حلف الأطلسي ضد "طالبان" منذ الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عام 2001، كما يعد اختبارا لخطة الرئيس باراك أوباما لإرسال جنود إضافيين للاستيلاء على المناطق الخاضعة لسيطرة "طالبان" قبل انسحاب مقرر في 2011.
وقال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إنه لا يستطيع تحديد موعد انتهاء العملية العسكرية، وأضاف أثناء زيارة ل "إسرائيل": "من الصعب جدًا بالفعل التكهن (بموعد النهاية)، وتحدثنا عن ذلك من وجهة نظر تخطيطية منذ بضعة أسابيع، لكني لا أعرف".