"أوباما رجل ورع يلعب الدين دورا رئيسيا في حياته".. "ابن المسلم مخلص في عبادته في الكنيسة".. "يقرأ نصوصا دينية حول نظرية الحرب العادلة"..هذه كانت بعض هذه التعليقات التي وردت في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن العبادة والدين في حياة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن أوباما قلما يظهر في المناسبات الدينية أو يُرى في الكنيسة، مع عدم اختيار كنيسة "رسمية" له في واشنطن يذهب إليها الرئيس الأمريكي؛ فإن مساعدي الرئيس يصرون على أن الدين يلعب دورا كبيرا في حياته "ولكنه لا يحب أن يبدو ذلك أمام الجمهور"، بحسب تعبير "الواشنطن بوست". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن موظف وصفته بالكبير في البيت الأبيض، ولم تذكر اسمه، قوله: "أوباما رجل ورع؛ حيث يلعب الدين دورا رئيسيا في حياته"، لكنه أضاف: "إن الرئيس يحب أن يؤدي طقوسه الدينية بعيدا عن أعين الجمهور". كما نقلت الصحيفة عن مساعدين لأوباما قولهم إن الرئيس الأمريكي "في كثير من الأحيان يصلي في مكتبه الخاص"، كما يتلقى كل صباح نشرة "ديفويشنلس" اليومية الدينية. بالإضافة إلى ذلك يتلقى أوباما رسائل من جوشوا دوبوا رئيس مبادرة الشراكة من أجل الإيمان المسيحية، وبحسب بعض مساعدي أوباما ممن نقلت عنهم الصحيفة، فإن الرئيس الأمريكي يتلقى رسائل من دوبوا تشمل بعض الأحكام والنصوص الدينية من الإنجيل. ومن بين مظاهر تدين الرئيس الأمريكي أيضا، بحسب البوست الأمريكية، فإنه يستضيف في عطلة نهاية الأسبوع قسا يعمل في سلاح البحرية الأمريكية، بالإضافة إلى اهتمامه بالذهاب مع ابنتيه إلى الكنيسة في كامب ديفيد لحضور عظة الأحد من كل أسبوع. وقالت الصحيفة تعليقا على ذلك: "إن أوباما الذي ولد لأب كيني مسلم، وأم أمريكية بيضاء ملحدة، يصف نفسه بأنه فخور لكونه من أتباع ديانة الثالوث". "الدين ساعده" ويقول المساعدون الذين استطلعت البوست آراءهم، إن الدين قد ساعد أوباما في اتخاذ القرارات خلال الأوقات الصعبة من السنة الأولى من عمله في المكتب البيضاوي. وقالت فاليري جاريت كبيرة مستشاري البيت الأبيض: "جزء من مزاجه يتكون من إيمانه، والذي يعتقد أوباما أنه شيء مهم في حياته"، وأضافت ردا على سؤال للجريدة بخصوص أسباب إخفاق أوباما في الكثير من الملفات في سنته الأولى في الرئاسة برغم ذلك: "إن الرئيس لا يزال لديه الكثير في جعبته". وحول تأثير الدين في تفكير أوباما وقراراته لفتت "واشنطن بوست" إلى أن من بين المواد التي يهتم بها أوباما في نشرة "ديفويشنلس"، مقالات لعالم اللاهوت البروتستانتي راينهولد نيبور عما وصفته الصحيفة ب"نظرية الحرب العادلة". وقالت البوست إنه قد بدا تأثر أوباما بمقالات نيبور في إستراتيجيته الجديدة حول الحرب في أفغانستان، وكذلك في خطاب تسلمه جائزة نوبل للسلام في ديسمبر الماضي. وقالت أيضا إنه في ديسمبر الماضي قال أوباما خلال تجمع في الكنيسة المعمدانية بولاية فيرمونت في ذكرى اغتيال الناشط الحقوقي الأسود مارتن لوثر كينج: "إن الإيمان يساعده في الحفاظ على هدوئه في الأوقات الصعبة". وأضاف: "هناك أوقات لا أكون فيها هادئا.. هناك أوقات يكون التقدم في بعض الأمور بطيئا، وأحيانا أكون أواجه انتقادات لاذعة.. وعندما أواجه كل هذه الأمور، فإن الإيمان هو الشيء الوحيد الذي يحفظ لي هدوئي". وخلال حملته الانتخابية التي انتهت بفوزه على منافسه الجمهوري جون ماكين في الرابع من نوفمبر 2008، نفى باراك حسين أوباما أكثر من مرة اتباعه دين والده الذي يقول إنه كان مسلما، مشددا على أنه (أوباما) مسيحي يتبع كنيسة شيكاغو.