أعلن مشايخ القبائل وعلماء الدين في اليمن الثلاثاء (26-1)، رفضهم القاطع للتدخل الأجنبي في شئون بلادهم الداخلية، وذلك في ملتقى موسع لكافة مشايخ اليمن، ضم أكثر من ألف شخص من مشايخ القبائل ورجال الدين من مختلف أرجاء اليمن وفي مقدمتهم شيخ مشايخ قبائل "حاشد" صادق عبد الله الأحمر، والداعية الشيخ عبد المجيد الزنداني. وقال مشايخ اليمن في بيان أصدروه في هذه المناسبة "نرفض التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية اليمنية واحترام سيادة واستقلال البلاد والتأكيد على أن مشاكل اليمن يجب أن تحل في الإطار الداخلي اليمني"، وذلك عشية انعقاد مؤتمر لندن حول اليمن الذى ينعقد اليوم الأربعاء (27-1)، في محاولة منهم لإيصال صوتهم إلى هذا المؤتمر الذي يعتقدون أنه يندرج ضمن المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد اليمن.
وأوضحوا أن هذا الإعلان من قبلهم جاء "إدراكا منهم لخطورة المؤامرات التي تحاك ضد اليمن، ومن ذلك محاولة تدويل مشاكل اليمن الداخلية"، في إشارة إلى مؤتمر لندن حول اليمن المزمع انعقاده اليوم في العاصمة البريطانية لندن، بحضور دولي كبير.
ودعا مشايخ اليمن أبناء الشعب اليمني إلى "جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم والتصدي لكل محاولات تمزيق الوطن تحت أي مبرر أو مسمى"، وأدانوا كافة أعمال العنف والتمرد المسلح بكافة أشكاله وصوره من أي طرف كان، بالإضافة إلى "رفض أعمال التخريب والإرهاب التي تقوم بها بعض العناصر وتتخذها الجهات الأجنبية ذريعة للتدخل في شؤوننا الداخلية تحت مسمى مكافحة الإرهاب".
وناشدوا السلطات اليمنية بضرورة الالتزام بالدستور والقانون عند تعاملها مع المشكلات الأمنية ورفض كل تأثير ينحرف بالأجهزة الأمنية عن واجباتها الوطنية.
واستنكر المشايخ بشدة محاولة الربط بين القبيلة في اليمن و"عناصر الإرهاب"، مؤكدين أن القبيلة كانت وستظل صمام أمان وعامل دعم للأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي.
وطالبوا بحوار وطني جاد ومسئول تشارك فيه جميع القوى الفاعلة في المجتمع اليمني وفي مقدمتها الحزب الحاكم وأحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض.
كما أكدوا على تفعيل اتفاق فبراير من العام الماضي الموقع بين حزب السلطة والمعارضة، ودعوا جميع الأطراف إلى "الابتعاد عن المزايدات والمكايدات المضرة بالمصلحة العليا للبلد".
وكان الشيخ صادق عبد الله الأحمر، شيخ مشايخ حاشد، قد شدد في كلمة ألقاها على حضور المؤتمر على ضرورة "الوقوف كتلة واحدة سلطة ومعارضة ومنظمات وأحزاب أمام المشاكل التي يمر بها اليمن، وترك الخلافات الشخصية لكي لا يتحول اليمن إلى أفغانستان أو العراق أو الصومال".
وأوضح "ان اليمن يمر بمرحلة عصيبة، من خلال ما يجري من أحداث، سواء من تمرد حوثي مسلح في صعدة بشمال اليمن أو من نشاط الحراك في الجنوب أو من تهديدات القاعدة".
واعتبر الأحمر "تنظيم القاعدة مجرد ذريعة للدول الغربية لاستعمار الدول والبلدان".
وقال الشيخ صادق عبد الله الأحمر أن "مؤتمر لندن"، عبارة عن "سايكس بيكو" أخرى لتقسيم وتمزيق اليمن.
مؤكداً "إن أي دعوات يتخذها المؤتمر من اجل التدخل في شؤون اليمن الداخلية سيواجه بمقاومة من قبل القبائل".