كشف رئيس الحكومة الفلسطينية، إسماعيل هنية، الثلاثاء (19-1)، أنه بعث برسالة خطية للرئيس المصري، حسني مبارك، بهدف "معالجة التوتر الأخير على الحدود بين السلطات المصرية والحكومة الفلسطينية "، مشيرا إلى أنه ينتظر ردا على رسالته التي تضمنت طلب عقد اجتماع عاجل بين حكومته والقيادة المصرية "لمعالجة إشكاليات العلاقة بين حماس ومصر". وأشار هنية، في حوار مع قناة القدس الفضائية من غزة، إلى أنه أجرى عدة اتصالات مع مسئولين مصريين، بينهم رئيس إدارة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري، مصطفى الفقي، وفقا لما نقله موقع "الرسالة نت" التابع لحركة حماس.
وأكد أن "حماس تنظر إلى العلاقة مع مصر على أنها علاقة إستراتيجية لا فكاك فيها".
وتطرق هنية في الحوار إلى "الجدار الفولاذي" والإشارة إلى أنه حق سيادي مصري، فقال: "لا يجادل أحد بحق مصر في السيادة على ترابها، ولكن بناء الجدار وإغلاق المنفذ الوحيد للشعب هو، بلا شك، يشدد الحصار على غزة، وهو أمر مخالف للعلاقة الفلسطينية المصرية الأخوية".
وبشأن مقتل الجندي المصري، أوضح هنية أن تلك الوقعة كانت لها خلفياتها، وأنها لا تعني أن الحكومة لديها أية نوايا سلبية تجاه مصر، ولا تفكر في الإضرار بالعلاقات التاريخية مع مصر، ولكن استمرار الحصار وإغلاق معبر رفح وبناء "الجدار الفولاذي" شكل ألما كبيرا في الوسط الفلسطيني.
وشدد هنية على أن العرب "قادرون على كسر الحصار الصهيونى إذا توفرت لديهم الإرادة العربية؛ فعندها لا يوجد ما يحول بين العرب وإنهاء الحصار".
وبشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع الكيان الصهيونى، قال هنية إن هناك تراجعاً صهيونيا عن تفاهمات كان يحملها الوسيط الألماني وتطلع عليها مصر، مؤكداً أن حكومته "تواصل تشجيع الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني في غزة، جلعاد شاليط، من أجل إنجاز صفقة تبادل "مشرفة" تضمن حرية الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية."
فيتو أمريكى على المصالحة وأكد هنية أن حركة حماس لا تلتزم بأي شروط أو استحقاقات مقابل ما تتلقاه من دعم مالي وسياسي من أي طرف عربي أو إسلامي، خصوصاً إيران، مضيفا أن هذا الدعم يتم بلا قيود ولا شروط وكواجب على الأمة العربية والإسلامية.
وبذلك يؤكد هنية تصريحات النائب عن كتلة التغيير والإصلاح (حماس) في المجلس التشريعي، خليل الحية، الذي قال في حوار مع الدائرة الإعلامية في الكتلة إن حماس تتلقى دعماً مادياً وسياسياً ومعنوياً إيرانياً دون دفع أي ثمن سياسي.
وبشأن المصالحة الفلسطينية، اتهم هنية الإدارة الأمريكية والمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل "بوضع فيتو أمام المصالحة الفلسطينية، واستخدام المال والموقف السياسي على حركة فتح من أجل عدم إنجاز المصالحة مع حركة حماس".
وشدد هنية على وجوب أن تتم المصالحة الوطنية "بقرار فلسطيني بحت" وبدون تدخلات خارجية، نافياً في الوقت ذاته أن تكون حماس طلبت أن يتم التوقيع على المصالحة في عاصمة عربية بديلة عن القاهرة، راعية الحوار الفلسطيني.
وحول منع إطلاق صواريخ على جنوب الكيان الصهيونى، قال هنية إن حكومته تتحرك لحماية التوافق الوطني الفلسطيني في ما يتعلق بالوضع الميداني في قطاع غزة، ولمنع تدهور الأوضاع فيه منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل عام.
وأضاف أن حماس ترى أن ضبط النفس واستمرار حالة الهدوء في غزة أمر مفيد، لكن في المقابل "يجب أن يتوقف التصعيد الإسرائيلي الذي خلف عدداً كبيراً من القتلى والجرحى الفلسطينيين مؤخراً".