في خطوة تكاد تكون الأولى من نوعها انطلقت في مدينة نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة مسيرة تضامنية مع قطاع غزة تزامنا مع ذكرى انتهاء العدوان الصهيونى عليه شتاء 2008-2009، حيث نظمت الفعالية حركة التضامن الدولية "أحرار" والتي تضم مجموعة من الحركات العالمية والمؤسسات الحقوقية للدفاع عن غزة. وتأتي أهمية هذه الفعالية التي نظمت أمس الأحد (17-1)، وسط مدينة نابلس باعتبارها أولى نشاطات التضامن العلني مع قطاع غزة في ذكرى العدوان الصهيوني عليه، وأنها تنظم بعيدا عن الفصائل الفلسطينية التي "لم يسجل لها أي نشاط لذات الغرض".
بعيدا عن الأحزاب وقالت منسقة حركة التضامن هبة يوسف، إن الفعالية هي للتضامن مع قطاع غزة بمشاركة عشرات المتضامنين الأجانب من مختلف الدول، ومتضامنين فلسطينيين أيضا لنشر الوعي بشأن ما تقوم به آلة الحرب الصهيونية ضد الشعب الفلسطينيبغزة.
وأكدت أن نشاطهم ينصب على تنبيه العالم لجرائم الاحتلال، "محاولين بذلك تقديم يد العون داخليا وخارجيا لقطاع غزة وحتى للضفة الغربية التي تعاني هي الأخرى من ممارسات الاحتلال".
أما رنا كلبونة ، الناشطة الفلسطينية والمتطوعة في حركة التضامن، فقد أوضحت أن هدفهم كحقوقيين وناشطين المطالبة بمحاسبة الاحتلال على جرائمه التي اقترفها بحق الفلسطينيينبغزة، وتقديم "مجرميه" للعدالة.
مشيرة إلى أن النشاط نفذه ناشطون بعيدا عن الأحزاب السياسية الفلسطينية وشارك به مجموعة من الأطفال، طالبوا بضرورة العيش الآمن والكريم كغيرهم من بقية أطفال العالم.
منوهة إلى أن الأطفال المشاركين بالفعالية جسدوا نظرائهم من الشهداء الأطفال في قطاع غزة، حيث ارتدوا أكفانا مخضبة بالدماء ولفوا على معاصمهم أشرطة من القماش الأسود، "ليؤكدوا حالة الحداد التي يعيشها أهالي الضفة التي ستستمر ما استمر الحصار والعدوان على غزة" كما أطلق المتضامنون المناطيد تعبيرا عن دعوتهم لحرية غزة.
إحصائية بالشهداء في حين عرض المتضامن الاسترالي "كيم" إحصائية قال فيها إن شهداء قطاع غزة أثناء الحرب على غزة وصل إلى أكثر من ألف و386 شهيدا بينهم 408 أطفال، وأن الاحتلال دمر أكثر من أربعة آلاف منزل وشرد أهلها. داعيا لرفع الحصار عن غزة ووقف شلال الدماء فيها.
من جهتها اعتبرت ميسر عطياني، الناشطة الحقوقية وعضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنهم وكمؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات دولية ومحلية نفذوا نشاطا جزئيا تضامنا مع غزة في ذكرى الحرب عليها.
وقالت أن الفصائل السياسية بالضفة الغربية غابت عن أي نشاط تضامني مع قطاع غزة بذكرى الحرب عليه، وأشارت إلى أن بعض الأنشطة التي نظمت كانت تطوعية وعبر مؤسسات محلية وبشكل فردي.
يشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تتهم حركة تحرير فلسطين (فتح) بمنع الأنشطة المناهضة للصهاينة في الضفة الغربية.
مهرجان وثائقى من ناحية أخرى بدأت في العاصمة الأردنية عروض أفلام لمخرجين عرب وأجانب عن التداعيات الإنسانية للعدوان الصهيوني على قطاع غزة في ذكرى مرور عام على انتهائه.
وتستمر تلك العروض التي تنظمها الهيئة الملكية للأفلام بالتعاون مع حملة "أصوات من غزة" ثلاثة أيام ويتناول معظمها ظروف الحياة في القطاع وآثار الحملة العسكرية الصهيونية عليه.
ومن أبرز الأفلام المدرجة في تلك الفعالية الفيلم الوثائقي "إطلاق النار على فيل" من إخراج محمد رجيلة وألبيرتو آرثي الذي حاز على جائزة أفضل مخرج في مهرجان الشعوب بإيطاليا ونال إعجاب الجمهور في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
ويضم الفيلم مشاهد تم تصويرها داخل قطاع غزة تحت نيران القصف الصهيوني وذلك على يد مجموعة من الصحفيين وشهود العيان وعمال الإغاثة.
كما يعرض المهرجان أيضا فيلم الدراما الوثائقية "مقتل توماس هيرندال" الذي يروي القصة الحقيقية لحادثة إطلاق النار من قبل قناص صهيوني على ناشط السلام البريطاني وطالب التصوير الصحفي توماس هيرندال في قطاع غزة فى العام 2003.