أعلنت أكبر جماعة سلفية مقاتلة في أفغانستان انضمامها إلى صفوف حركة طالبان في كفاحها الرامى إلى طرد قوات الاحتلال الأجنبية من البلاد. وقال بيان لمتحدث باسم الحركة: "جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة انضمت رسميا إلى حركة طالبان وبايعت زعيمها الملا محمد عمر، وهذا يعني أن أعدادا كبيرة من المقاتلين السلفيين الذين يسيطرون تقريبا على ولايتي "كونر" و"نورستان" شرق أفغانستان، سيصبحون تحت إمرتها".
وتنشط هذه الجماعة التي تطلق على نفسها اسم "حركة طالبان السلفية" في أفغانستان منذ فترة الحكم الشيوعي والاحتلال السوفياتي السابق.
وأكد المراقبون أن انضمام الخط السلفي إلى حركة طالبان يعتبر تغيرا في تفكير الطرفين بعد أن كانا على خلاف فكري دائم، ومن المؤكد أن طالبان ستستفيد منه في عملياتها العسكرية. وأوضح المراقبون أن السلفيين في أفغانستان يتمتعون بقوة نشاطهم العسكري خاصة في ولايتي "كونر" و"نورستان" وتسببت ضرباتهم في إجبار قوات الاحتلال الأمريكية على إخلاء عدد من قواعدها العسكرية في تلك المناطق والتي باتت الآن في قبضة هذه الجماعة السلفية.
نشأة جماعة الدعوة للقرآن والسنة وتطورها واشتهر اسم جماعة الدعوة للقرآن والسنة في أفغانستان منذ سبعينيات القرن الماضي حيث بدأت كحركة دعوية امتدت سمعتها إلى الخارج، وأسسها في ولاية "كونر" شرق أفغانستان عالم أفغاني تلقى دراسته الشرعية في باكستان، وهو الشيخ جميل الرحمن، والذي اغتيل في مسجده أثناء صلاة الجماعة بعد سقوط نظام "كابل" وإعلان سيطرة أحزاب المجاهدين على الحكم.
وتعتبر الجماعة بسبب الجذور العلمية الباكستانية لمؤسسها، بمثابة البذور الأولى لحركة طالبان الأفغانية التي تأسست في التسعينيات على يد الملا محمد عمر وأنشأت إمارة أفغانستان الاسلامية عقب سيطرتها على جميع أنحاء البلاد قبل الغزو الأمريكي العام 2001.
وقد تمكنت هذه الجماعة السلفية من إحكام القبضة على "كونر" وحولتها إلى إمارة سلفية تطبق فيها الحدود، وانطلقت منها لولايات "ننجرهار" و"قندوز" و"قندهار" و"نورستان".
وكانت ولاية "كونر" بقيادة الشيخ جميل الرحمن أول من بدأ القتال ضد الروس، وفيها تشكلت أول خلية لما عرف بعد ذلك باسم "المجاهدين الأفغان" وهي من أوائل الولايات التي تحررت بعد ذلك.