نفى رئيس وزراء الاحتلال الإثيوبي ميليس زيناوي يوم أمس الجمعة، المعلومات التي تحدثت عن تكثيف المعارك في إقليم أوجادين المحتل مؤخرا، لكنه أكد أن المدنيين هناك تعرضوا لمجزرة على يد قواته المحتلة. وزعم زيناوي في مؤتمر صحفي في أديس أبابا، أن حكومة الاحتلال الإثيوبية تنفق المليارات من العملة الوطنية في أوجادين، لتمويل مشاريع إنمائية للبنى التحتية من الطرق إلى الكهرباء، رغم أن هذه المشاريع يمكن أن تصبح أهدافا سهلة للمقاومين في الجبهة الوطنية لتحرير اوجادين. وكانت صحيفة ليبراسيون الفرنسية قد كشفت في وقت سابق, عن تدمير قرى وتشريد مواطنين وحالات اغتصاب واغتيالات يمارسها جيش الاحتلال الإثيوبي في إقليم أوجادين ذي الأغلبية المسلمة شرقي البلاد منذ أكثر من عام. وقالت الصحيفة: إن أديس أبابا بدأت عملياتها العسكرية ضد الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين في يونيو 2007 على أثر هجوم على محطة لاستغلال النفط أودى بحياة 74 شخصًا بينهم عدد من الصينيين. وقد نشرت وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان الدولية تقارير عدة عن الوضع المأساوي لأهالي هذا الإقليم, إلا أن إثيوبيا مصرة على تكرار العبارة نفسها: "هذه التقارير لا أساس لها من الصحة". وكانت مؤسسة علمية بحثية أمريكية تدعى "أسوسيشن أوف أدفانس أوف ساينس" أو " أي أي أي إس" قد ذكرت أن صور الأقمار الصناعية التي ظهرت مؤخرًا أثبتت صحة التقارير التي أكدت قيام الجيش الإثيوبي بإحراق بلدات وقرى بكاملها في إقليم أوجادين الواقع إلى الشرق من إثيوبيا. وتطالب الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين التي أنشئت في 1984 بالحكم الذاتي لهذه المنطقة، وأعلنت مسئوليتها عن عدة هجمات منذ بداية 2007. وبدأت الجبهة منذ العام 2007 في تنفيذ هجمات نوعية تستهدف قوات الاحتلال الإثيوبية في إقليم أوجادين الذي تعتبره الحكومة الإثيوبية الإقليم الخامس حسب النظام الفدرالي الجديد الذي تتبعه البلاد بعد الانقلاب على نظام منغستو, وتولي السلطة ملس زيناوي. وتبلغ مساحة إقليم أوجادين على أقل تقدير حوالي 400 ألف كيلو متر مربع، يعيش عليها ما يقرب من ثمانية ملايين معظمهم من المسلمين، في حين تقدر سلطات الاحتلال الإثيوبي هذا العدد بما يقرب من ثلاثة مليون ونصف المليون نسمة، بهدف التقليل من أهمية قضية الإقليم الذي يطالب أبناؤه بالاستقلال والانضمام إلى أرض الصومال، منذ أن تقاسمت كل من بريطانيا وفرنسا التركة الإيطالية في دول القرن الإفريقي، في أعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية. حيث كانت ترزح الصومال بأجزائها المختلفة تحت نير الاحتلال الإيطالي فأضحت تخضع للاحتلال الفرنسي والبريطاني، غير أن الدولتين الأوروبيتين تعمدتا كعادتهما بعد انتهاء عصر الاحتلال إلى تجزئة المجزئ؛ فأهدت بريطانيا مستعمرتها في كينيا "إقليم مانديرا" فيما أهدت رَجُلَها في إثيوبيا "هيلاسلاسي" "إقليم أوجادين"، وعملت فرنسا على انفصال الجزء الشمالي الشرقي المسمى الآن "جيبوتي" عن الصومال كشرط للخروج منه في حين قسمت بريطانيا ما بقي من الصومال إلى صومال إنجليزي وآخر إيطالي، واللذان شكلا فيما بعد الجمهورية الصومالية .