رغم أن مشكلة تفتيش المنشآت النووية العسكرية الإيرانية لم تحل بعد ولا زالت مثار جدل بين إيران ومجموعة دول (5 + 1)، تصاعدت مشكلة جديدة في طريق الاتفاق النووي النهائي تتعلق بتخفيض إيران مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى المستويات المطلوبة، ومع ذلك أعلنت إيران أنها والدول الكبرى أحرزت "تقدمًا كبيرًا" في صياغة الاتفاق النهائي، وذلك بالتزامن مع استئناف جولة جديدة من المفاوضات النووية أمس الأربعاء وتتواصل اليوم الخميس في فيينا. وصرح مسؤولون من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بأن المحادثات بين مسؤولي القوى العالمية بخصوص الحد من برنامج إيران النووي استؤنفت في فيينا أمس وأن الوفد الإيراني سينضم إلى المفاوضات اليوم الخميس، وشاركت المفاوضة الأمريكية ويندي شيرمان والمديرة السياسية للاتحاد الأوروبي هيلجا شميد في اجتماعات الأربعاء في أحدث جولة من المحادثات التي دخلت شهرها الأخير قبل مهلة تنتهي في 30 من يونيو للتوصل إلى اتفاق مع إيران. أمريكا تتوقع أن تخفض إيران مخزونها من اليورانيوم ومع استئناف المفاوضات تبرز إشكالية جديدة تتعلق بتخفيض اليورانيوم فقد صرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأن الولاياتالمتحدة تتوقع أن تخفض إيران مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى المستويات المطلوبة بموجب اتفاق نووي مؤقت بحلول مهلة تنتهي في 30 من يونيو. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "ماري هارف"، للصحفيين، أمس،: "إذا لم يفعلوا – الإيرانيين - فسيكون هذا مشكلة"، مضيفة أن الإيرانيين بلغوا دوما المستويات المقررة بموجب الاتفاقات النووية المؤقتة، وأضافت: "نتوقع أنهم سيفعلون ذلك." وأوضحت "هارف" أن "مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب تأرجح صعودا وهبوطا لكنه كان يعود دوما إلى مستوى 7650 كيلوغراما بحلول المواعيد النهائية السابقة وفق ما هو مطلوب". وكانت صحيفة نيويورك تايمزقد قالت الثلاثاء الماضي: إن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب - بدلا من أن تخفضه - في الشهور الأخيرة وذكرت أن الزيادة تشكل تحديا دبلوماسيا وسياسيا كبيرا للولايات المتحدة، إلا أن "هارف": "نفت أن يكون ذلك عقبة في طريق المحادثات بين إيران والقوى الكبرى الست بما فيها الولاياتالمتحدة، وقالت بشكل قاطع "إنه ليس كذلك". يذكر أنه وبموجب اتفاق نووي مؤقت تم التوصل إليه في نوفمبر 2013 وجدد في العام التالي يجب على إيران كل ستة أشهر أن تقلص مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب - الذي يخصب إلى درجة نقاء تصل إلى خمسة بالمائة أي حوالي 7650 كيلوغراما كحد أقصى. فيما يشير أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى أن إيران تمتلك حوالي 8714.7 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب، وإذا خصب هذا اليورانيوم إلى مستوى أعلى فيمكنه توفير وقود لصنع أسلحة نووية، وبموجب اتفاق لاحق أبرم في الثاني من إبريل يتعين على إيران أن تخفض مخزونها في نهاية المطاف إلى 300 كيلوغرام. عراقجي: تقدم كبير في صياغة الاتفاق النهائي على الجانب الإيراني صرح كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، اليوم الخميس، بأن إيران والدول الكبرى أحرزت "تقدما كبيرا" في صياغة الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني، وقال عراقجي بحسب الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، لدى وصوله إلى فيينا لجولة محادثات جديدة اعتبارا من اليوم: "لقد أنجزنا تقدما كبيرا في النص النهائي، لكن ليس في ما يتعلق بالملحقات.. والعمل مستمر". وأشاف: "أن الخلافات التقنية التي لا تزال عالقة بين إيران ومجموعة "5+1" حول برنامج طهران النووي يمكن تسويتها لكنها تستدعي حلولا سياسية، وفق ما أعلنه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، وقال ريابكوف لوكالة "تاس" الروسية أمس الأربعاء : إن "جميع الحواجز غير القابلة للتجاوز قد تمت إزالتها قبل شهر، فلم يبق سوى مسائل معقدة تقنيا تتطلب حلولا سياسية". واعتبر الدبلوماسي الروسي أن الخلافات العالقة بين الطرفين قد لا تحول دون توصلهما إلى اتفاق حول الوثيقة النهائية بحلول أواخر الشهر الحالي، وذلك في حال وجود "الإرادة السياسية"، مشيرا إلى أن العمل على صياغة نص الاتفاق النهائي بين إيران والدول الست قريب من انتهائه. وقال نائب وزير الخارجية الروسية: إن على الطرفين إكمال عملية التوافق "ما دام ذلك ممكنا"، مشيرا إلى أنه بفضل جهود الخبراء فإن مجال النص غير المتفق عليه تقلص بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين الأخيرين، أما الآن فيتعين على المدراء السياسيين التطرق إلى مسائل كان من الصعب التوافق حولها على مستوى الخبراء، "لكن كل ذلك سيتم في إطار الصورة النمطية لخوض المفاوضات". كما أوضح ريابكوف: "أن كل ما تم الاتفاق عليه هو المبدأ الأساسي الذي يكمن في رفض أي إجراءات تلقائية وضرورة أن يتم كل شيء من خلال مجلس الأمن الدولي.. لكن التفاصيل ما زالت محط النقاش". وأعلن "ريابكوف" عن نية الوفد الروسي الاستفادة من الجولة القادمة من المفاوضات (والتي بدأت في فيينا الأربعاء "لوضع النقاط على الحروف في هذا الموضوع أيضا". في الوقت نفسه قال دبلوماسيون غربيون أمس: "إن تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة للمواقع العسكرية الإيرانية والاتصال بالعلماء النوويين الإيرانيين من أشد القضايا محل الخلاف التي يجري التصدي لها في المحادثات الحالية، كما تطالب إيران برفع كل العقوبات بمجرد التوصل إلى اتفاق".