طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة الأميركية بالكشف الكامل عن تقارير التحقيقات العسكرية حول وفاة ثلاثة اسري مسلمين في معتقل جوانتانامو في يونيو 2006، وذلك بعد أن شككت دراسة لجامعة أميركية بادعاءات جيش الاحتلال الأميركي بأن الثلاثة ماتوا منتحرين. وقالت دراسة لمركز السياسات والبحوث بكلية القانون التابع لجامعة سيتون هول بأن :"تحقيقات الجيش الأميركي بوفاة كل من ياسر طلال الزهراني، ومانع شامان تركي التابعي، وأحمد علي عبد الله أحمد، منتحرين شنقاً لا تتفق مع المعايير الدنيا". واستعرض باحثو جامعة سيتون هول آلافاً من الوثائق بما فيها تقارير رسمية حول تلك الوفيات من دائرة التحقيقات الجنائية البحرية، وقوة مهمة التحقيقات الجنائية، والقيادة الأميركية الجنوبية (ساوثكوم)، إضافة إلى تقارير طبيب القوات المسلحة حول تشريح جثث الأسرى المسلمين الثلاث. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش على موقعها الإلكتروني، إن :"الباحثين وجدوا أنه بسبب التنقيحات الشديدة على التقارير فإنه لم يكن بالإمكان الحصول على تصور واضح للأحداث ليلة وفاتهم". وقالت أندريا براسو كبيرة المستشارين القانونيين ببرنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش إنه :"مهما كان السبب لا ينبغي أن يكون هناك التباس حول وفاة سجناء في معتقل أميركي"، مشددة على أن :"التقارير العسكرية يجب أن تصدر كاملة حتى يشعر الناس بثقة في طبيعة ونطاق التحقيقات". وحثت هيومن رايتس ووتش حكومة الاحتلال الأمريكي على الإفراج عن نسخ من التقارير اقتطعت أجزاء منها لاعتبارات الخصوصية والأمن، وذلك حتى يحصل الناس على معلومات حقيقية كافية تمكنهم من فهم واضح للأحداث ذات الصلة. وفي أحدث الأشكال المجزأة لتقارير جيش الاحتلال الأمريكي، تُركت أسئلة رئيسية عديدة دون إجابات، مثل: لماذا لم يفحص الحراس زنازين المعتقلين لأكثر من ساعتين قبل أن يتم اكتشافهم مشنوقين. كما عبرت كذلك عن قلقها من أن وزارة العدل في تقرير رفعته الأسبوع الماضي جادلت بأن المحكمة الفدرالية تفتقر إلى الصلاحية للاستماع إلى شكوى رفعتها عائلات الزهراني وأحمد، وقالت فيها إنه يجب رفض القضية. وبحسب مذكرة وزارة العدل فإن قانون اللجان العسكرية لعام 2006 جرد المحاكم القضائية من الاستماع إلى مثل هذه الحالات، بينما تقول هيومن رايتس ووتش إن المحكمة العليا رفضت عام 2008 هذه الادعاءات. وتقول براسو "إذا كان معتقلو غوانتانامو الثلاثة ماتوا نتيجة لسوء المعاملة، فإن لدى عائلاتهم الحق بالانتصاف" مؤكدة أن "قانون اللجان العسكرية يجب ألا يستخدم لإخفاء سوء تصرف الحكومة". يذكر أن الجيش الأميركي أعلن في يونيو الماضي عن سادس وفاة في معتقل جوانتانامو وهي لمعتقل يمني يدعى محمد أحمد عبد الله الحنشي، وهو خامس محتجز –وثاني يمني- يعلن عن وفاته في المعتقل انتحاراً. عنصرية الحراس من جهة ثانية أكد عدد من الأسرى المسلمين المعتقلين في جوانتانامو إن الحراس والمحققين الأمريكيين أقدموا على تدنيس المصاحف، وركلها بأرجلهم ووجهوا الشتائم للدين الإسلامي ولفظ الجلالة. وقالوا إن :"المحققين عاقبوهم بإرغامهم على خلع سراويلهم أو انتزاعها منهم وهم يدركون أن ذلك يمنعهم من أداء الصلاة، وأضاف السجناء إن:" الحراس كانوا يسخرون منهم أثناء الصلاة، وقاموا بمراقبة كتب إسلامية قبل السماح بوصولها إليهم، وفي إحدى الحوادث أقدم حلاق السجن على قص شعر أحد السجناء راسماً شكل الصليب على رأسه". وجاءت هذه الشكاوى وعدد كبير مثلها ضمن الوثائق السرية التي تم الإفراج عنها وأتيح لمحامي الدفاع عن السجناء الإطلاع عليها، إضافة إلى مقابلاتهم مع المعتقلين.