عقدت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الحقوقيتان مؤتمرا صحفيا في العاصمة الفرنسية باريس، عرضتا فيه فيلما وثائقيا فرنسيا يؤكد أن الإدارة الأميركية جعلت من منهج التعذيب في المساءلة والاستنطاق بالقوة سياسة حكومية. وطالبت المنظمتان المعنيتين بحقوق الإنسان بمعاقبة المسئولين الأمريكيين الذين تورطوا في تعذيب كثير من المعتقلين في العراق وأفغانستان ومعتقل جوانتانامو.
وشددت أمنستي وهيومن رايتس ووتش على حفظ حقوق ضحايا التعذيب، وبمحاكمة المسئولين عن هذه السياسة، التي كشف عنها الفيلم الفرنسي المعنون' التعذيب صنع في أميركا'.
وأورد الفيلم مقتطفات من تصريحات للرئيس الأميركي السابق جورج بوش يهدد فيها بالانتقام ممن وصفهم ب'الإرهابيين' بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001م.
كما عرض الفيلم صورا لأشكال التعذيب التي تعرض لها المعتقلون العراقيون في سجن أبو غريب على يد الجنود الأميركيين.
وقالت مخرجة الفيلم:' إن المسئولين الأميركيين صاغوا نصوصا ومذكرات تقول لرجالهم في الميدان في العراق وأفغانستان وفي جوانتانامو يمكنكم المضي قدما فيما تقومون به، فهناك نصوص تحميكم'.
واعتبرت في حديث للجزيرة أن فيلم 'التعذيب صنع في أميركا' يقدم الأدلة لأول مرة على 'آلية تؤسس لممارسة التعذيب بشكل عام'.
أما رئيسة منظمة العفو الدولية جونفييف غاريغوس فقالت للجزيرة:' يجب تحقيق العدالة الآن، لقد تكلمنا عمن تورطوا في التعذيب وعن الإرهابيين، واليوم لا بد أن نتكلم عن ضحايا التعذيب الذي مورس في ظل إدارة بوش'.
ومن جهته اعتبر مارك زرواتي، عن الحركة المسيحية لمناهضة التعذيب أن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي يؤكد فيها أنه سيقاطع سياسة سلفه 'غير كافية وإن كانت مؤشرا على تغيير وتقدم حقيقي'.
وأضاف زرواتي:' نحن لا نشك في حسن نواياه، لكن التصريحات السياسية وحدها لا تحدث التغيير، إذ لا بد من اجتثاث مناهج التعذيب من جذورها، وجذورها موجودة في قواعد عسكرية مثل أريزونا وقواعد أخرى حيث يتم هناك تعلم الاستنطاق باستخدام القوة'.