أكد مجلس الاستشاريين العراقيين أن المحافظات الشمالية جزء لا تتجزأ من العراق ، وأن مشروع مسعود البارزاني الانفصالي سيجلب الويلات للشعب العراقي بكل طوائفه ، لانه جزء من مخطط دولي وإقليمي يستهدف العراق أرضا و شعبا. وقال المجلس ان هذا المشروع الإجرامي يكشف عن الخطط الرامية الى تطهير شمال العراق من المسيحيين والتركمان إيذانا ببدء الانفصال وإعلان دويلة الاستقواء بالمحتل وفتح الباب أمام دويلات مماثلة في وسط وجنوب العراق. وحذر مجلس الاستشاريين العراقيين من السياسات التى وصفها بالشوفينية التي تنتهجها الأحزاب الكردية والأحزاب الطائفية المتعاونة معها لتنفيذ مشروع الاحتلال الأمريكي الذي يهدف إلى تقسيم العراق والسيطرة على ثروات شعبه . وقال المجلس في بيان له –بحسب موقع الهيئة نت- إن ما يحدث من شد و جذب حول ما يسمى بقانون الانتخابات يمثل جزءا بسيطا من مخطط المحتل الرامي الى تقسيم العراق .. معربا عن دهشته من ان جلال الطالباني الذي انفصل عن ملا مصطفى البارزاني قبل عشرات السنين أصبح أداة في مشروع مسعود الإجرامي، بعد أن ساعد مسعود بالضرب بيد من حديد على المنفصلين عن الطالباني. واضاف إن مسعود الذي نجحت مليشياته الارهابية في تهجير المسيحيين والتركمان من الموصل وكركوك يعلم جيدا بأن ابناء هاتين الطائفتين يمثلون عقبة كبيرة أمام مخططه لإعلان دويلته في شمال العراق ؛ كما يعلم بأن الغرب سيتعاطف مع المسيحيين داخل تلك الدويلة لحماية مصالحهم ؛ وان تركيا ستتدخل ايضا من أجل حماية مصالح التركمان ؛ أما العرب فلا يمثلون لمسعود أي خطر داخل دويلته لأنه يستطيع أن يفنيهم عن بكرة أبيهم دون أن يتدخل أو حتى يعترض أحد ؛ ولذلك فإن تطهير تلك الدويلة من المسيحيين والتركمان يمثل لمسعود الأولوية قبيل إعلان الدويلة وضم كركوك والموصل اليها . وأشار المجلس في بيانه إلى ان مسعود البارزاني يتربص الفرص لافتعال الأزمات بتوجيهات من عرّابه ، واستغلالها كغطاء لأعماله الإرهابية في شمال العراق وترسيخ ثقافة الاستقطاب بين جميع مكونات الشعب العراقي ودفع الذين يعملون تحت وصاية الأجنبي إلى طلب تدخل المحتل . موضحا إن اعتراض مسعود على قانون الانتخابات ومطالبته بزيادة مقاعد محافظات المنطقة الكردية على حساب الموصل وكركوك والتداعيات المترتبة على ذلك دلالة واضحة على نجاح مخططه وتحقيق الانجازات المرحلية المرسومة لهذا المخطط من قبل عرابه والمحتل . وقال لقد وصل تفاؤل مسعود البارزاني بقرب تحقيق هذا الهدف الى الحد الذي جعله يعلن مؤخرا عن مخططه في تأسيس جيش نظامي منفصل عن الجيش الحكومي في المنطقة الكردية تكون نواته مليشيات البيشمركة بمباركة المؤسسة العسكرية للمحتل. مؤكدا ان هذه الخطوة تعتبر بداية العد التنازلي لإعلان الدويلة المسعودية الانفصالية في شمال العراق ، والتي حذر منها المجلس في بياناته السابقة ، كما يأتي إعلان مسعود هذا بعد شعوره بالثقة إزاء ضم كركوك والموصل إلى دويلته المنتظرة . كما حذر البيان من استغلال أي مكون من مكونات الشعب العراقي لتحقيق مطامع أجنبية أو أهداف أيديولوجية أو مصالح شخصية، موضحا إن الشعب العراقي يدفع ثمن كل هذه الصراعات العرقية والطائفية التي تسعى إلى الهيمنة على السلطة ونهب المال العام. وقال المجلس إن مهزلة قانون الانتخابات دليل واضح على تناقض وضحالة ما يسمى ب( الدستور ) و (منظومة الحكم الديمقراطية ) التي وضعت من اجله من خلال تسهيل افتعال الأزمات الواحدة تلو الأخرى لتحقيق هدف تقسيم العراق. مؤكدا إن التغيير لن يأتي إلا عن طريق اجتثاث هذه المنظومة غير الشرعية والمشوهة وازالتها عن بكرة أبيها من هذا البد الجريح . وفي ختام بيانه كرر مجلس الاستشاريين العراقيين دعوته إلى جميع القوى المناهضة للعملية السياسية الحالية والمناهضة للاحتلال الغاشم ، إلى التكاتف من أجل إنقاذ الشعب العراقي من المآسي والويلات التي يعاني منها والتي ستزداد طالما بقيت منظومة الحكم والدستور المبنيين على الاستقطاب الطائفي والعرقي . مهنئا الشعب العراقي الصابر المجاهد بمناسبة عيد الأضحى المبارك كما تضرع إلى الله العلي القدير ان يعيد هذه المناسبة وقد تحرر العراق من رجس الاحتلال البغيض وعملائه الخونة .