انتقد زعيم حركة "النهضة" التونسية الشيخ راشد الغنوشي، الأحكام الصادرة بحق الرئيس مرسي وقيادات الشعب المصري، معتبرا إياها خطوة تأزيمية لا تساعد على الاستقرار في مصر. وقال الغنوشي -في تصريحات صحفية-: إن هذا القرار أقل ما يقال فيه إنه قرار خاطئ، وغير عادل، ولا يساعد على حل مشكلات مصر ولا مشكلات المنطقة، وإنما يدفع الأوضاع إلى مزيد من التأزيم والتعقيد بل يدفع مصر إلى المجهول. ودعا الغنوشي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى قيادة مشروع تصالحي في المنطقة، تكون المصالحة بين الإخوان والمؤسسة العسكرية في مصر في صلبه، قائلا: "دعوتنا ملحة إلى التراجع عن هذا الحكم، وإلى ابتغاء طريق المصالحة، لا أحد يمكن أن يقصي الآخر، ولا أحد يتصور مصر دون إخوان مسلمين في هذا الزمن، ولا مصر دون دور ريادي للجيش، والسبيل الوحيد هو الحوار والمصالحة والبحث عن التوافق وليس الانفراد بالحكم". ودعا الرئيس السوداني الأسبق سوار الذهب إلى وقف أحكام الإعدام بحق الرئيس مرسي ورفاقه، معتبرا الحكم مدخلا لفتنة كبيرة لن تقف عند مصر بل ستكون لها تداعيات في مختلف المنطقة العربية. وقال سوار الذهب -في تصريحات صحفية-: خطوة الحكم ضد الرئيس محمد مرسي ورفاقه، خطوة لا تساعد على استقرار مصر؛ لأن أحكاما مثل هذه وعلى رئيس دولة في قضايا غير مقنعة للرأي العام المحلي والدولي من شأنها أن تدعو إلى مزيد من الفوضى، متوقعا أن يتم تجميد هذه الخطوة؛ لأن المضي في تنفيذ القرار سيضرب أمن المنطقة بالكامل، فأتباع الإخوان في مصر لا يمكن الاستهانة بهم. وثمّن سوار الذهب دعوة الشيخ راشد الغنوشي للعاهل السعودي الملك سلمان بقيادة مبادرة مصالحة تاريخية بين الإخوان والمؤسسة العسكرية في مصر، وقال: "أتصور أن العاهل السعودي مرشح ومؤهل للقيام بوساطة تاريخية في مصر، وكلمته مسموعة، وإذا تدخل فإنه بالتأكيد سيخمد هذه النار". وأكد سوار الذهب استعداده للمساهمة في أي جهد لإصلاح ذات البين بين الإخوان والمؤسسة العسكرية في مصر، ذلك أن الحكم على الإخوان بهذه الطريقة ستكون له تداعيات في المنطقة، فالإخوان فكرة ليست مقتصرة على مصر وحدها، وإنما هي فكرة منتشرة في كل أنحاء المنطقة العربية والاسلامية، فإن أي قرار من هذا النوع ستكون له تداعياته الإقليمية. وأكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن من أصدر أحكام الإعدام التي صدرت أمس بحق محمد مرسي، أول رئيس منتخب في مصر، وعدد من قيادات الإخوان المسلمين، "سيذهبون إلى مزبلة التاريخ". وقال داود أوغلو -خلال كلمته أمام حشد جماهيري لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في اسطنبول، اليوم الأحد-: "مثلما لم يعد يذكر في تركيا (القاضي) سالم باشول، الذي حكم على عدنان مندريس (أول رئيس وزراء منتخب في تركيا بين عامي 1950-1960 أعدم بعد انقلاب 1960) بالإعدام، فإن مرسي ورفاقه سيذكرون في مصر خلال السنوات العشر المقبلة، أما الذين حكموا عليهم بالإعدام فسيذهبون إلى مزبلة التاريخ". وأعلن الاتحاد الأوروبي، رفض حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس محمد مرسي وأكثر من 100 من قيادات الشعب المصري في القضية المعروفة إعلاميا ب"اقتحام السجون" خلال ثورة 25 يناير. وقال الاتحاد -في بيان له وزعته المفوضية الأوروبية بالقاهرة، مساء اليوم-: إن قرار المحكمة بشأن عقوبة الإعدام على الرئيس محمد مرسي، وأكثر من 100 من أنصاره، بخصوص اقتحام سجن عام 2011، اتخذ في النهاية محاكمة جماعية لا تتماشي مع التزامات مصر بموجب القانون الدولي ، مؤكدا ضرورة تحمل السلطات القضائية المصرية مسئوليتها في ضمان حقوق المتهمين في محاكمة عادلة وتحقيقات مناسبة ومستقلة وذلك وفقا للمعايير الدولية. وأضاف البيان: "يثق الاتحاد الأوروبي من أنه سيتم إعادة النظر في الحكم في أثناء عملية الاستئناف، وينبغي ضمان الاستقرار وسيادة القانون"، مضيفا "يعارض الاتحاد الأوروبي عقوبة الإعدام في جميع الظروف، فعقوبة الإعدام قاسية وغير إنسانية، ولا تمثل رادعًا بل تعد إنكارًا غير مقبول لكرامة الإنسان وسلامته".