أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة 15 مايو أن عدد الضحايا في اليمن منذ تصاعد النزاع في البلاد في مارس الماضي، تجاوز 1700 قتيل و7 آلاف جريح. وأوضحت المنظمة أن هذه الاحصائيات تشمل الفترة قبل 11 مايو/أيار الجاري، مضيفة أن أكثر من 300 ألف شخص اضطروا للنزوح منذ مارسر الماضي، فيما يحتاج 8.6 مليون مواطن يمني إلى خدمات طبية عاجلة. وتابعت المنظمة أنها تمكنت من إرسال دفعة كبيرة من الأدوية والمواد الطبية إلى اليمن، وذلك بفضل الهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التطبيق الأربعاء 13 مايو. وكان رئيس الفرع اليمني لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يوهانس فان دير كلاوف، قد قال في وقت سابق إن "نتائج النزاع تشير إلى أنه يأتي بعواقب وخيمة لحياة المدنيين بعد شهرين منذ بداية النزاع". وأضاف المسؤول الأممي أن النزاع اليمني قد أدى إلى نزوح أكثر من 450 ألفا. الأممالمتحدة تطالب بتفتيش الامدادات المتجهة إلى اليمن من جهة أخرى، حث فان دير كلاوف التحالف على تخفيف نظام التفتيش بما يسمح بدخول سلع إنسانية وتجارية حيوية إلى البلاد. وقال إن استيراد الوقود أمر بالغ الأهمية حتى تعمل مولدات المستشفيات ومضخات المياه والنظام الصحي. وأضاف كلاوف أن"حظر الأسلحة ونظام التفتيش المترتب عليه يؤديان إلى منع وصول السلع التجارية، سواء عن طريق الجو أو البحر... نظام التفتيش بحاجة إلى تبسيط، وبحاجة لأن يكون أسرع حتى يمكن استئناف استيراد السلع التجارية وأيضا الإنسانية من الوقود في المقام الأول وأيضا الطعام والضروريات التي تدعم الحياة". المبعوث الأممي إلى اليمن يطالب جميع الأطراف المتنازعة الالتزام بالهدنة طالب المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الخميس 14 مايو، جميع الأطراف المتنازعة في اليمن، بضرورة الالتزام الكامل بالهدنة الإنسانية وإيقاف العمليات العسكرية. وجاءت زيارة مبعوث الأممالمتحدة الجديد، التي استمرت 3 أيام، للالتقاء بعدد من القيادات الحوثية والمسؤولين في صنعاء وبحث تثبيت الهدنة الإنسانية التي بدأت الثلاثاء 12 مايو عند الساعة 11 ليلا، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الاطلاع على الوضع الإنساني والبحث عن حل للأزمة اليمنية. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام في بيان له، إن المبعوث الأممي قلق إزاء الانتهاكات الجارية للهدنة الإنسانية المتفق عليها، إذ أفاد إسماعيل ولد الشيخ أحمد بأن اليمنيين في طول البلاد وعرضها، واجهوا حوادث مأساوية من المعاناة والعنف على مدى الشهور الماضية. وأضاف في البيان الصادر، أن الهدنة الإنسانية مهمة لمنح الشعب اليمني الوقت لتلقي المعونة الطبية والمساعدات الإنسانية العاجلة، التي لم يتمكن معظم اليمنيين من الوصول إليها. يذكر أن ولد الشيخ أحمد، التقى خلال زيارته، قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وممثلين عن جماعة أنصار الله الحوثية، وعدة أطراف من المجتمع المدني اليمني.وقد رافق الزيارة التي تزامنت مع بدء سريان الهدنة الإنسانية، بعض الخروقات، إذ تراشق الطرفان، قوات التحالف، والمسلحون الحوثيون وأنصارهم، التهم بشأن خرق الهدنة. وقد حذرت قيادة التحالف من استمرار الخروقات، مطالبة الحوثيين ضبط النفس والالتزام بالهدنة، مهددة بأنها ستتخذ الإجراءات المناسبة لردع مثل هذه الأعمال. على صعيد آخر قررت اللجنة التحضيرية للمؤتمر اليمني للحوار، المقرر عقده في الرياض الأحد 17 مايو، عقد مؤتمر لاحق "الرياض 2" من أجل متابعة القرارات التي ستصدر عن المؤتمر الأول. وسيعقد المؤتمر اليمني للحوار بالرياض تحت إشراف مجلس التعاون الخليجي، وقد نصت مسودة جدول أعمال مؤتمر الرياض على أن كل الأطراف السياسية اليمنية ستؤكد تأييدها المطلق للشرعية الدستورية بممثليها، وبمناهضة الانقلاب، والبحث في كيفية عودة الشرعية إلى اليمن لممارسة كل مهامها وصلاحياتها. كما جاء في المسودة، ضرورة جدولة كل القضايا اليمنية، إضافة إلى عقد "مؤتمر الرياض 2" لمتابعة تطبيق القرارات المنتظر اتخاذها . وقد شملت المسودة المطروحة على طاولة النقاش بين الأطراف اليمنية، الإفراج الفوري عن كل المعتقلين اليمنيين لدى الحوثيين، من مسؤولين ومدنيين وإعلاميين، مع ضرورة التنسيق في تحقيق برنامج إغاثي إنساني عاجل يستوعب كل الاحتياجات الإنسانية للمدنيين. وكشف المستشار السياسي لمبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، يونس أيوب، في تصريح لراديو "سوا" أن الأطراف المتنازعة تفاهمت على "اتفاق مبدئي" لإجراء مفاوضات أواخر شهر مايوالجاري. وأكد أيوب أن هذه المفاوضات ستكون بصيغة مؤتمر دولي تحتضنه الأممالمتحدة، للتشاور مع كل الفصائل السياسية وأطراف المجتمع المدني، لإعادة إحياء العملية السياسية.