أكدت صحيفة تايمز البريطانية تنفيذ إستراتيجية للاحتلال البريطاني جديدة ل"رشوة" مجاهدي حركة طالبان لاستمالتهم إلى عدم استهداف قوات الاحتلال البريطانية، فيما عرضت لندن استضافة مؤتمر دولي مطلع العام المقبل لوضع إستراتيجية مستقبلية بشأن الاحتلال في أفغانستان. وكشفت الصحيفة البريطانية أن جيش الاحتلال البريطاني يعتزم تقديم مبالغ مالية للسكان المحليين الأفغان لثنيهم عن الانضمام للقتال في صفوف طالبان، وقالت إن :"طالبان تدفع نحو عشرة دولارات في اليوم الواحد لتجنيد المقاتلين". ونقلت الصحيفة عن اللواء باول نيوتن أن :"أفضل الأسلحة لمواجهة طالبان ليس إطلاق النار, وإنما بدفع أكياس من الذهب لتغيير الأوضاع الأمنية". وذكرت تايمز أن تجربة لندن في توزيع الأموال على المواطنين الأفغان كانت فاشلة، وأشارت إلى أن نحو 16 مليون جنيه إسترليني دفعت دون جدوى. أما الضابط السابق في جيش الاحتلال البريطاني والنائب عن حزب المحافظين آدم هولواي فقال إن :"عددا من الضباط البريطانيين كانوا يعتقدون عام 2006 أنه بدلا من إرسال لواء بريطاني إلى ولاية هلمند فإنه ينبغي أن تشتري المواطنين في المناطق القبلية, لكنه اعتبر أن الوقت تأخر لتنفيذ هذه السياسة". ويأتي الكشف عن هذه الإستراتيجية بعد أسابيع من الكشف عن مشروع قانون الإنفاق الدفاعي الأميركي الذي يتضمن بندا جديدا يقضي بدفع رشوة مجاهدي طالبان لوقف هجماتهم. وقال رئيس لجنة قوات الاحتلال في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كارل ليفين في أكتوبر الماضي إن:" البند يؤسس برنامجا في أفغانستان مشابها لبرنامج في العراق جرى فيه دمج المقاتلين السابقين في المجتمع العراقي". ويعتبر التعامل مع من تصفهم واشنطن بالعناصر المعتدلة في حركة طالبان جزءا من إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في الحرب المستمرة هناك منذ ثماني سنوات. وانضمت قوات الاحتلال البريطانية لقوات الاحتلال الأميركية في عدوانها على أفغانستان في 2001 للإطاحة بحركة طالبان تحت مزاعم تعقب زعماء القاعدة عقب هجمات سبتمبر على الولاياتالمتحدة.