رسميًا.. موقع نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 علمي وأدبي (رابط مباشر الآن)    أضف إلى معلوماتك الدينية | حكم الطرق الصوفية وتلحين القرآن.. الأبرز    احتفالية كبرى بمرور 100سنة على تأسيس مدرسة (سنودس) النيل بأسيوط    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 22 سبتمبر بعد الانخفاض بالبنوك    الدفاعات الإسرائيلية تحاول التصدي لرشقات صاروخية أطلقها حزب الله.. فيديو    حسين الشحات: الأهلي في أتم الاستعداد لتحقيق السوبر الأفريقي بعد الدوري ال 44    اليوم.. محاكمة مطرب المهرجانات مجدي شطة بتهمة إحراز مواد مخدرة بالمرج    إسماعيل الليثى يتلقى عزاء نجله بإمبابة اليوم بعد دفن الجثمان بمقابر العائلة    الموزب 22 جنيهًا.. سعر الفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024    عاجل.. بدء حجز وحدات سكنية بمشروع «صبا» للإسكان فوق المتوسط بمدينة 6 أكتوبر    صيادلة المنوفية تُكرم أبنائها من حفظة القرآن الكريم    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأوزبكستاني أوجه التعاون وعلاقات البلدين    الخارجية الأمريكية تطالب رعاياها بمغادرة لبنان    وزير الخارجية: نرفض أي إجراءات أحادية تضر بحصة مصر المائية    نشأت الديهي: الدولة لا تخفي شيئًا عن المواطن بشأن الوضع في أسوان    أحمد شكري: كفة الأهلي أرجح من الزمالك في السوبر الإفريقي    لاعبو الأهلى يصطحبون أسرهم خلال الاحتفال بدرع الدورى 44.. صور    أحمد فتحي ل جماهير الأهلي: لن أنسى اللحظات العظيمة التي عشناها سويا    مواجهة محتملة بين الأهلي وبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا    خالد جلال: الأهلي يتفوق بدنيًا على الزمالك والقمة لا تحكمها الحسابات    أحمد بلال: بيراميدز «قزم» أمام الأهلي    نشأت الديهي: الاقتصاد المصري في المرتبة ال7 عالميًا في 2075    مش كوليرا.. محافظ أسوان يكشف حقيقة الإصابات الموجودة بالمحافظة    عيار 21 الآن واسعار الذهب اليوم في السعودية الأحد 22 سبتمبر 2024    لقاء مع صديق قديم يوقظ مشاعر رومانسية.. تعرف على حظ برج القوس اليوم 22 سبتمبر 2024    مختارات من أشهر المؤلفات الموسيقى العالمية في حفل لتنمية المواهب بالمسرح الصغير بالأوبرا    نقل الفنانة آثار الحكيم إلى إحدى المستشفيات بعد تعرضها لوعكة صحية    محمد حماقي يتألق في حفل بالعبور ويقدم «ليلي طال» بمشاركة عزيز الشافعي    «موجود في كل بيت».. علاج سحري لعلاج الإمساك في دقائق    زوجات لاعبي الأهلي يساندونهم في يوم الاحتفال بدرع الدوري (صور)    "الصحة العالمية": نقص 70% من المستلزمات الطبية للمنشآت الصحية في غزة    خبير يكشف عن فكرة عمل توربينات سد النهضة وتأثير توقفها على المياه القادمة لمصر    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس خلال الأسبوع الجاري ومناطق سقوط الأمطار    شاهد عيان يكشف تفاصيل صادمة عن سقوط ابن المطرب إسماعيل الليثي من الطابق العاشر    أخبار × 24 ساعة.. طرح لحوم مجمدة ب195 جنيها للكيلو بالمجمعات الاستهلاكية    جثة أمام دار أيتام بمنشأة القناطر    اندلاع حريق بمحال تجاري أسفل عقار ببولاق الدكرور    الصين وتركيا تبحثان سبل تعزيز العلاقات    محافظ الإسماعيلية يناقش تطوير الطرق بالقنطرة غرب وفايد    رئيس شعبة بيض المائدة: بيان حماية المنافسة متسرع.. ولم يتم إحالة أحد للنيابة    وزير الخارجية يلتقي كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار بغزة    أحمد موسى يوجه رسالة إلى حزب الله: «يا سيدي اضرب من أي حتة» (فيديو)    استدعاء ولي أمر يرفع لافتة كامل العدد بمهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي ال14    حزب الله يعلن استهداف مواقع إسرائيلية بصواريخ الكاتيوشا    احذر تناولها على الريق.. أطعمة تسبب مشكلات صحية في المعدة والقولون    نشرة التوك شو| انفراجة في أزمة نقص الأدوية.. وحقيقة تأجيل الدراسة بأسوان    د.حماد عبدالله يكتب: "مال اليتامى" فى مصر !!    5 أعمال تنتظرها حنان مطاوع.. تعرف عليهم    خبير لإكسترا نيوز: الدولة اتخذت إجراءات كثيرة لجعل الصعيد جاذبا للاستثمار    المحطات النووية تدعو أوائل كليات الهندسة لندوة تعريفية عن مشروع الضبعة النووي    هل تشهد مصر سيول خلال فصل الخريف؟.. خبير مناخ يوضح    قناة «أغاني قرآنية».. عميد «أصول الدين» السابق يكشف حكم سماع القرآن مصحوبًا بالموسيقى    الحكومة تكشف مفاجأة عن قيمة تصدير الأدوية وموعد انتهاء أزمة النقص (فيديو)    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سطور عربية (فواصل)
نشر في الشعب يوم 26 - 11 - 2006


أولا : - اللامعقول في بر مصر ( 1 )
العنوان لمقالة كتبها أستاذنا المفكر الإسلامي فهمي هو يدي بأهرام الثلاثاء 31 أكتوبر2006 ، ولخطورة ما ورد في المقالة فإنني سأجتزئ بعض الأسطر من فقراتها الخمسة تتحدث عن اللامعقول في بر مصر:
( 1 ) الزبالة : من يصدق مثلا أن التخلص من القمامة لا يزال مشكلة مستعصية على الحل في مصر ؟ ومن يصدق أن عاصمة " أم الدنيا " أصبحت عاصمة القذارة في العالم ، كما وصفها رئيس تحرير إحدى الصحف القومية ؟..)
( 2 ) كوب الماء : ".. إن أساتذة كلية العلوم بجامعة المنصورة في العام الماضي أعدوا تقريرا حول مشكلة تلوث مياه الشرب التي تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي والسرطان ، ومن النتائج التي توصل إليها التقرير وعرضها د. مجدي خليفة أستاذ الكيمياء بالجامعة الذي شارك في إعداده تبين أن 100 آلف مصري يصابون بالسرطان سنويا بسبب تلوث المياه إضافة إلى 35 ألف يصابون بالفشل الكلوي بينهم 17 ألف طفل .."
".. تحدثت دراسة أخرى أعدت عام 2003 عن ارتفاع نسبة السموم في المياه وحين تم تحليل عينات المياه في معامل كلية علوم المنصورة تبين نسبة عالية للغاية من المبيد المعروف باسم " دي.دي.تي " ( أكثر 250 مرة من النسبة المسموح بها ) كما تبين اختلاط المياه بمادة الأيزوسيانيد وثمانية أنواع من المبيدات الحشرية القاتلة.."
"... في تصريحات أدلى بها الدكتور مغاوري دياب أستاذ جيولوجيا المياه ورئيس جامعة المنوفية السابق ، قال إن 80% من محطات معالجة المياه في دلتا مصر انتهى عمرها الافتراضي ، وتعتمد على المياه الجوفية التي اختلطت مع مياه الصرف) في حين أن 20% فقط من المحطات تحصل على المياه من النيل، قال أيضا أن الصرف الصحي في 96% من قرى مصر يتم بطريقة بدائية عبر خزانات النزح التي تختلط فيها مياه الشرب مع المخلفات الناتجة من الفضلات الآدمية والحيوانية، من الملاحظات التي أبداها دكتور دياب أن ثمة دراسات علمية رصدت بدقة وضع المياه في الدلتا منذ عام 1980... ولكن هذه الدراسة لم يأبه بها أحد .."
( 3 )رغيف العيش:- انتشار الأمراض الفتاكة في ريف مصر "... وقعت على ندوة ناقشت الموضوع ... نشرتها في حلقتين في شهر يونيو الماضي صحيفة محلية باسم "البلد" اشتراك فيها ثلاثة من الأساتذة هم د. فريد بدري أستاذ العقاقير ود. عادل المنصوري أستاذ الطب الشرعي ود. جمال العبيدي أستاذ جراحة الجهاز الهضمي، أدلى الأستاذة الثلاثة بالمعلومات الآتية : أن السبب الأساس لانتشار أمراض السرطان والفشل الكبدي والكلوي في مصر يرجع إلى تلوث الأغذية بالسموم الفطرية .. من تلك السموم ما يعرف ب" الأوكراتوكسين " الذي يوجد في الذرة الصفراء وثبت أنه وراء 70% من حالات الفشل الكلوي في مصر . يضاف إليه سم " الافلاتوكسين" الموجود في القمح وفول الصويا والرده وهو المسئول عن السرطان والفشل الكلوي . وثمة سم ثالث من الفطريات بإسم " الفيوماتثنين " الذي يدمر خلايا المخ ويصيبها بالفشل ..... إن ثمة رسالة دكتوراه أجيزت لكلية زراعة المنصورة ، أثبتت وجود نسبة عالية من فطر الأوكراتوكسين والأفلاتوكسين في أعلاف الدواجن والحيوانات والأسماك في مصر ، وهذه وصلت إلى 600 جزء من البليون ، في حين أن المسموح به دوليا لا يتجاوز 5 أجزاء في البليون ..."
( 4 ) ".... لا نستطيع أن ننسى الإهمال والتواطؤ الذي أدى إلى غرق العبارة السلام 98 وتسبب في قتل 1300 مواطن عدد يفوق ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي استمر شهرا كاملا وهي الجريمة التي لم يحاسب عليها المسئولون عنها رغم مضى سبعة أشهر على وقوعها ،لا تستطيع أيضا أن تتجاهل الانهيار المروع في السكك الحديد .. ولا تستطيع كذلك أن تتجاهل فضيحة السحابة السوداء
( 5) "... إن حاصل جمع هذه الظواهر إذا أُضيفت إليها ظواهر التدهور في التعليم العام والجامعي ، وفي المستشفيات العمومية ، والفساد المستشري في المحليات ، ذلك كله وصلنا إلى نتيجة خلاصتها أن الأجهزة الحكومية فشلت في مباشرة وظيفتها الأساسية ..."
انتهى الاقتباس من مقاله أستاذنا الكبير فهمي هودي والذي يطرح العديد من الأسئلة أهمها ثلاثة : (1 ) هل يوجد في أي دوله قديمة أو حديثة في العالم نظام أو حكومة يعمل بقصد أو بدون قصد على تسميم شعبه مثل ما يفعل الحزب الوطني وحكومته في مصر ؟
( 2 ) لماذا يستمر بعد هذه الحقائق العلمية تجميد حزب العمل وإغلاق جريدة الشعب خاصة وأن التجميد والإغلاق كانا بسبب شن الحزب والجريدة حمله واسعة وشرسة ضد التواطؤ على صحة الشعب المصري وتسميمه ؟
( 3 ) هل الإصرار على توريث الحكم له علاقة بحماية كل المسئولين عن فضيحة تسمم الشعب والاستبداد و الفساد المستشري في البلاد ؟
ثانيا : المواطن مصري : كليتي مقابل شقة لأولادي .
هذا ما نشرته جريدة مصر اليوم السبت 11 نوفمبر 2006 : " بعد أن عرض محمد محمود السيد كليته للبيع مقابل توفير مسكن لأسرته ... ونشرت مصر اليوم قصته ، انهالت عليه الاتصالات من سماسرة الأعضاء البشرية من القاهرة والإسكندرية والجيزة ، فذهب إلى أحدهم ويدعي " عبد الفتاح " الذي أجرى له مجموعة تحاليل طبية أظهرت توافقها مع كلية أحد رجال الأعمال في الإسكندرية مقابل منحه الشقة التي يريدها لكنه اشترط عليه التوقيع على إقرار بموافقته هو و أسرته على إجراء نقل الكلية ، لاحتمال تعرضه للوفاة خاصة أنه اجري أربع جراحات في القلب ، فذهب سعيدا إلى أسرته يزف إليهم خبر انفراج الأزمة ... وأخبر أسرته بالإنفاق الذي أجراه مع ذلك الرجل ، لكنه فوجئ برفضهم لدرجة أنهم قرروا الهروب من الحياة معه ، ومضى على غيابهم أكثر من شهر ولا يعرف الأب عنهم شيئا " .. انتهى ما نشرته مصر اليوم ، واذكر كم بالإضافة إلى ذلك ، الشاب الذي تخرج من كلية الاقتصاد الأول على دفعته ، وتقدم للخارجية ونجح ونال المركز الأول في امتحان الشفوي ، ولكنه فوجئ بإبعاده عن الوظيفة لأنه غير لائق اجتماعيا ( أبوه فلاح ) فما كان من الشاب الآ وقد قذف بنفسه في النيل وطفت جثته على سطح مياهه . و أذكركم بالرجل الذي شنق نفسه على ما أتذكر تحت سقف كوبري فيصل بالجيزة في بداية العام الدراسي لأنه عاجز عن توفير مصاريف المدارس وضرورات بداية العام الدراسي ، وأذكركم أيضا بأم الأولاد التي لم تتحمل منظر أولادها يتضورن جوعا فتركتهم بجوعهم وحملت رضيعها وذهبت إلى النيل وألقت بنفسها ومعها رضيعها في جوفه ... وقائع كثيرة .. هل يوجد نظام في كل الدنيا مثل هذا النظام الذي تُهرب أركانه مئات المليارات خارج البلاد في حين يتفشي الفقر والجوع والبطالة في بر مصر الغني بموارده ؟
ثالثا : نظام كامب ديفيد :
نشرت كل الصحف قومية وحزبية ومستقلة باستفاضة خبر تجمع المئات من الشباب في منطقة وسط البلد ( وسط القاهرة ) في أول وثاني أيام عيد الفطر المبارك وهم في حالة هياج جنسي يقومون باعتداءت وتحرشات وحشية وغير آدمية على الفتيات والسيدات ، يمزقون ملابسهن وينهشون أجسادهن ، نًشرت الكثير من المدونات والمواقع هذه الفضائح على الإنترنت .. ورجال الأمن كالعادة ينفون ما حدث .. والحقيقة أن الأمن في مصر لا ينشط بقسوة وغلظه شديدة إلا ضد المعارضة السياسية المستضعفة التي لا تملك الآ حنجرتها ضد فساد النظام واستبداده ، إن قضية الأمن الأولى والأخيرة هي حماية استبداد وفساد النظام ... إن ما حدث في وسط البلد هو الابن غير الشرعي لنظام كامب ديفيد الذي يحكمنا منذ أواخر السبعينات ، إن هذا النظام الذي صممه وأخرجه مهندسو كامب ديفيد الصهانية قد حلل كل ما هو غير شرعي وغير مقدس وكل ما هو أمريكي وصهيوني وحرم كل ما هو شرعي ومقدس وكل ما ينمي روح الولاء والانتماء لله وللوطن ولهذا الشعب هذا النظام أغلق المساجد ، وقلص وشوه مناهج الدين واللغة العربية والمواد الاجتماعية ، هذا النظام ضرب مسألة الانتماء في الصميم ومن تم أخرج لنا شبابا منحلا ومتحللا من كل مظاهر الانتماء والأدب والاحترام لوطنه ولأمته . إنهم أبناء مرحلة كامب ديفيد ، مرحلة العلاقات الإستراتيجية بين حكام مصر وعدو الأمة الأمريكي الصهيوني ، لكن ما يجب أن يقال هو أن نقيض هذه الظاهرة الفاسدة موجود في حضن الأمة ليخلصها من المستنقع الأمريكي الصهيوني ( كامب ديفيد ) ، هذا النقيض المقاوم موجود ، لأن أمتنا ولادة ، ليسقط نظام كامب ديفيد ، نظام التزوير والغش والفساد والانحلال وبيع مقدرات الأمة ومستقبلها لصالح العدو .
رابعا : الأزهر :
رسالة المسجد في الإسلام ، وكما تجسد في التاريخ الإسلامي هي قيادة الأمة ، ولذلك فإن رسالة الأئمة والدعاة هي حمل هموم الأمة وحشد وتعبئة قواها المادية والروحية لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية ، وكانت هذه رسالة الأزهر وكل مساجد مصر ، إلى أن وضع نظام كامب ديفيد قاعدة لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة ، إنها قاعدة العلمانية التي تعزل السماء عن الأرض ، تبعد الدين عن الدولة ، ونحن في حزب العمل أردنا أن نعيد الأمور إلى نصابها ، أن نربط الدولة بالدين وأن نربط الأرض بالسماء وأن نربط بين الدين والسياسة ، أردنا أن نعيد للأزهر دوره الديني والتاريخي ، أي أن يكون مكانا لحشد وتعبئة إمكانيات الأمة وقيادتها ضد العدو ، و أكدنا أننا لا نريد أكثر من ذلك ، لا نريد جاها أو سلطانا ، لأننا لو أردنا الجاه والسلطان لكان لنا مسلكا آخر في حياتنا ... إلا أننا نسمع همهمات وصيحات تدعي أننا بوجودنا في الأزهر بدعوتنا للجهاد ضد أعداء الأمة إنما نفرق ولا نوحد ، الحقيقة أن الذي يفرق هو الذي يضع يده في يد العدو الذي يحتل بلادنا ويغتصب أعراضنا وينهب ثرواتنا ، أما الدعوة للجهاد فهي دعوه للوحدة والقوة ، إن المقاومة هي المشروع النهضوي الحق الذي يخرج الأمة من حالة التبعية والتخلف والفساد والاستبداد إلى حالة القوة والعزة ، وسمعنا أن الدولة تعد مشروع قانون لتحريم تواجدنا في الأزهر ولتحريم دور المساجد الجهادى ، إن النظام يؤمم الدين كما أمم السياسة ، إنه ُيفصل الإسلام على مقاسه ، إنه فرعون الذي قال مالكم من إله غيري ، ولا أريكم الا ما أرى ، ونحن نقول لا إله إلا الله ، متمسكون بدعوتنا إلى الله ، ولن نرضخ لاستلابنا حقنا في تحمل أعباء أمتنا .
خامسا : أعداء فلسطين :
بعد هزيمة العدو الصهيوني في لبنان ، وبعد أن أصبح بقاء الدولة الصهيونية موضع أسئلة عديدة ، فإن العدو يحاول جاهدا استرداد قدر من هيبته بارتكاب المجازر في فلسطين ، وأبشع هذه المجازر في بيت حانون ، كل فئات الشعب العربي في فلسطين تقاتل العدو والمرأة الفلسطينية في المقدمة ، المقاومة العربية في جبهة فلسطين تواجه الخيانة في جبهتين : جبهة حكام التجزئة الذين وضعوا أيديهم في يد العدو ، الذين لا يقدمون لشعبنا المقاوم غير الإدانة والشجب ومطالبة العدو بالتوقف عن الإفراط في استخدام القوة وضرب المدنيين ، مثلهم في ذلك مثل حكومة العدو الصهيوني التي أعلنت أسفها لضرب المدنيين وأنها ستجري التحقيق حول هذا الضرب ، جبهة الخيانة الثانية لفلسطين هي جبهة المثقفين الذين يتعيشون على موائد الحكام العرب ، هؤلاء المثقفون الذين يوفرون غطاء ثقافيا وسياسيا للعدوان الصهيوني بجعلهم الخلافات بين الفصائل سببا للمجازر الصهيونية وليس العكس ، إن هذا النوع من المثقفين المحسوبين خطأ على الأمة مثقفون صهاينة .. إن تحرير فلسطين يتطلب فك الارتباط بينها وبين حكام التجزئة وهؤلاء المثقفين ، وتوثيق الروابط العضوية والتنظيمية بينها وبين جماهير الأمة وشبابها التواقون لملاقاة العدو.

سادسا :الرئيس صدام حسين .. ليس دفاعا .
الشمال العراقي كان دائما مسرحا لعمل العديد من أجهزة المخابرات ، الأمريكية والصهيونية والبريطانية بالإضافة إلى أجهزة مخابرات دول الجوار ، كل هذا معلن وغير منكور من قادة الشمال الأكراد ، كان عمل هذه الأجهزة تغذية ودعم التمرد الكردي حتى بعد أن منحهم النظام العراقي الحكم الذاتي ، وكان هذا التمرد مسلحا ( البشمرجة) .
الجنوب العراقي كان هو الآخر مسرحا للتوتر بسبب هشاشة الحدود الإيرانية العرقية وبسبب الحرب طويلة الأمد بين العراق وإيران ، ليس المهم هنا التحدث في أسبابها ، وانما المهم أن نذكر أن صدام حسين هو الذي أخذ المبادرة بالمصالحة التاريخية مع إيران في عم 1990 تقريبا لمواجهة الشيطان الأكبر أمريكا ، وبناء على هذه المصالحة أرسل صدام طائراته بعد 1990 أمانة لدي إيران .. إلا أنه بعد الهجوم الأمريكي عام 1991 على العراق ذهبت هذه المصالحة مع الريح ، وهبت عوا صف في الجنوب ما كان يجب أن تهب خاصة إذا تزامنت مع عاصفة الصحراء الأمريكية ، وهبت عواصف أشد متحالفة سلبا أو إيجابيا مع قوات التحالف التي احتلت العراق 2003 .
يقول نوري المالكي رئيس الحكومة العملية في العراق إننا مع المعارضة السلمية لكن المعارضة المسلحة فإننا سنواجهها بسلاح أشد .. إذا ما الذي كان يحدث في الشمال والجنوب أيها المالكي القادم مع دبابات للعدو ؟ إن العدو يطبق خريطة التقسيم منذ عام 1990 حيث عازل الشمال والجنوب وقرص الحصار .. والآن فإن عناصر الخيانة تتولى تدشين هذا التقسيم، لكنهم لن يستطيعوا .بمشيئة الله .
إنني أتلمس الحديث في هذه القضايا ، ولا أريد أن أغوص فيها ، وليعلم الجميع أن تقسيم العراق لو حدث ، لا قدر الله ، فإن هذا التقسيم سيطول الجميع ، سيطول التقسيم إيران وتركيا وكل دول التجزئة العربية ، إن تقسيم العراق بداية خطة التفكيك لدول المنطقة ، إنه أمر لو تعلمون خطير، لذلك كان مشهد الفرح في شمال العراق وجنوبه وفي إيران لإعلان المحكمة الأمريكية الصهيونية حكم الإعدام شنقا على الرئيس صدام هو العيب ذاته ، وفقدان البصيرة ولا أريد ان أزيد .. إذا كانت أمريكا هي العدو فإن الأمر يقتضي مصالحة تاريخه فورية بين إيران وفصائل المقاومة العراقية ، كل الفصائل بدون إستثناء ، إن هذه المصالحة تعبئ الأمة كلها ضد العدو الواحد وفي نفس الوقت تقيها ش رفتنة الانقسام والتشرذم .. لذلك إن ما حدث عقب صدور الحكم بإعدام الرئيس صدام كان بحق فقدان للبصيرة وسير على طريق العدو .. في حين أن إعدام الرئيس صدام ل ايقل من قيمته التاريخية بل يعليها علوا كبيرا .. لا تقرأوا الصفحات الأخيرة فقط من كتاب صدام حسين ، إقرأوا كل صفحات الكتاب ، إذا فعلتم فأنا واثق أنكم ستقفون أمامه وقفات الاحترام والتقدير لو كنتم منصفين، وتمتلكون الشجاعة الأدبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.