صرح رئيس الحكومة التركية، أحمد داود أوغلو، السبت، إن حكومته لن تعيد السوريين، الذين لاذوا بتركيا بمختلف طوائفهم، إلى سوريا، منتقداً تعهد زعيم المعارضة، كمال كليجدار أوغلو، بذلك في خضم حملته الانتخابية. وتعهد داوود أوغلو، في مقابل ذلك بجعل الأراضي التركية "أرض سلام واستقرار، من خلال حماية تراب الجمهورية التركية الممتد على 780 ألف كيلومتر مربع، وكل زاوية من حدودنا، من أي طرف ينخرط بأعمال عنف؛ سواء كان داعش، أو نظام الأسد، أو بي كا كا (حزب العمال الكردستاني) أو غيرهم"، مضيفاً: "الحمد لله أننا نمتلك القدرة على ذلك". وأشار رئيس الوزراء التركي، في خطاب له أمام أنصار حزبه في ولاية "هاتاي" جنوبي تركيا، إلى أن بلاده محاطة بنيران الحروب التي تشتعل في كل من سوريا، والعراق، وأوكرانيا، ومصر، وليبيا، ولبنان، "حيث يقتل الأخ أخاه، ويضطر المظلومون إلى ترك مناطقهم هرباً من الظلم، غير أن هناك دولة ضمن حلقة النار، تقف على قدميها من خلال ديمقراطيتها ووحدتها، هي الجمهورية التركية". وانتقد داود أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، قائلاً: "إن كليجدار أوغلو عقد حلفاً مع الظالم بشار الأسد الذي قتل المصلين وهدم المآذن، أما نحن فقلنا للأسد في عام 2011: لا تؤذ ولا تظلم شعبك، ولا تقتل المصلين الذين يخرجون لأداء صلاة التراويح. غير أنه لم يصغ إلينا، ولو كان أصغى إلينا لكانت سوريا الآن في حالة استقرار"، موضحاً "في دستورنا حتى لو كان الظالم أخانا يفترق طريقنا عنه". وقال: "إن كليجدار أوغلو، الذي أرسل نواب حزبه لمصافحة الأسد سابقاً، يأتي اليوم ويقول سأرسل السوريين إلى بلادهم في حال فاز حزبه بالانتخابات البرلمانية"، مؤكداً أن الحكومة لن تفعل ذلك. وأضاف: "نحن لن نعيد التركمان القادمين إلى تركيا من منطقة باير بوجاق شمال اللاذقية، ولا التركمان أو العرب أو الأكراد القادمين من حلب، ولا إخواننا السنة والعلوية القادمين من كافة سوريا". وتعهد بمواصلة فتح تركيا أبوابها لمن يلجأ إليها، مشدداً: "لن نرد أحداً سواء كان مسلماً أم مسيحياً إلى بلادهم، فكل من يعيش في ظل علم الجمهورية التركية هو شرفنا، وحمايته عزتنا".