فضح تقرير نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية ارتفاع أعداد القتلى في صفوف قوات الاحتلال البريطانية في الحرب على أفغانستان، في ظل نقص الإمدادات وتعاظم قوة حركة طالبان وتكتيكاتها المتمثل بعضها في نشر أعداد هائلة من القنابل والألغام والمتفجرات البدائية على جنبات الطرق وميادين القتال. وذكرت صحيفة ذي غارديان أن حصيلة القتلى من الجنود البريطانيين في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان ارتفعت إلى 87 للعام الحالي فقط، مما يضيف إلى الشكوك شكوكا بشأن إرسال مزيد من القوات الإضافية إلى الحرب الأفغانية. وأوضحت أن الخسائر الفادحة التي تتكبدها قوات المملكة المتحدة في الحرب من شأنها أن تزيد من تردد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في إرسال خمسمائة جندي إضافي كان وافق مبدئيا على فكرة إرسالهم كي يلتحقوا بتسعة آلاف جندي بريطاني على الأراضي الأفغانية. وفي حين تخشى بريطانيا والدول الغربية الأخرى من تعرض جنودها لمزيد من المخاطر في ظل التداعيات المحتملة لأزمة الانتخابات الرئاسية التي تشهدها أفغانستان، قال براون إنه لن يرسل مزيدا من القوات إلا إذا توفرت حكومة شرعية في كابل وتم تجهيز قوات بلاده بشكل مناسب. وأشارت الصحيفة إلى مقتل 51 جنديا بريطانيا العام الماضي و42 جنديا آخر عام 2007 و39 جنديا عام 2006 وفقا لبيانات وزارة الدفاع البريطانية، وسط خلافات حادة بين القادة العسكريين والحكومة البريطانية بشأن ما تعانيه قوات البلاد من نقص في التجهيزات وخاصة في جانب المروحيات العسكرية ومدى تحصينها ضد صواريخ حركة طالبان. ومضت ذي غارديان إلى أن نقص المروحيات أدى بالعسكريين البريطانيين إلى الاعتماد على الآليات البرية، وهو ما أوقعها فريسة سهلة لأفخاخ طالبان ومتفجراتها، وصيدا سهلا لمقاتلي الحركة. ونسبت لوزير القوات المسلحة البريطاني بيل راميل القول السبت الماضي إن زيادة عدد المروحيات والآليات العسكرية في الحرب لا تمنع القوات البريطانية من التعرض لمزيد من الخسائر، في ظل ما سماه اعتماد طالبان تكتيكات تتمثل في زرع أعداد هائلة من المتفجرات البدائية والألغام في شتى ميادين القتال. وأضاف راميل إن تحقيق أي نجاح في الحرب على أفغانستان لا يتأتى بالمروحيات والآليات العسكرية المصفحة، وإنما بمحاولة اكتساب قلوب وود الأفغانيين أنفسهم، مما يتطلب من "قواتنا السير على الأرض" برغم المخاطر المحتملة.