في نسبة تكشف حال ما وصل إليه الشعب المصري من إهمال من قبل الانقلاب صرح الدكتور هاني ملاك، صيدلي حر، وعضو المركز المصري للدراسات الدوائية والإحصاء ومكافحة الإدمان، بأن حوالي 20% من مدمني المخدرات يتعاطون الحشيش أي أن الحشيش يمثل خمس سوق التعاطي والإدمان في مصر. وأوضح أن حجم التجارة السرية للمخدرات في مصر حوالي 15 مليار جنيه يمثل منها الحشيش الخمس أي حوالي 3 مليارات جنيه، في حين أن حجم تجارة الدواء في مصر حوالي 30 مليار جنيه. جاء ذلك خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي انعقد اليوم بمقر موقع "مصر العربية" لمناقشة دعوة تقنين الحشيش وتداعياته الصحية والدينية والأمنية، حيث نوّه إلى أن عدد مدمني المخدرات في مصر ما بين 5- 8 ملايين شخص منهم الخمس للحشيش أي حوالي مليون متعاط ٍحشيش. وعن أنواع المخدرات، أوضح أن من بينها الحشيش وهو عبارة عن زهرة نبات القنب، والبانجو وهو عبارة عن سيقات نبات القنب وبه المادة الفعالة نفسها الموجودة بالحشيش، والأفيونات وهي تستخرج من نبات الخشخاش، والهيروين وهو أحد مشتقات الأفيون ولكنه أقوى وأسرع من الأفيون، والكوكايين ويستخرج من نبات الكوكا ويستعمل كمنشط، والمورفينات ومنها المصنع أو الطبيعي ومثال لها الكودايين، والأمفيتامينات وهي مادة منبهة كيميائية، والترامادول والقات والمهدئات والمنومات والماكستون فورت وهي مادة كيميائية. وأوضح أن إنتاج الحشيش يتم عن طريق عصر بذور الحشيش الطازج وينتج زيت الحشبش وهو أغلى الأنواع سعرًا، ثم البقايا تضغط في شكل عجينة شبه صلبة وهو الشكل الشائع في التداول. ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، أشار ملاك إلى أن تجارة المخدرات تمثل 8% من مجموع التجارة العالمية، وتبلغ تكلفة وانتشار المخدرات حوالي 500 مليار دولار سنويًا، كما أن الكميات المضبوطة من المخدرات تمثل من 10 إلى 30 % من الكميات المهربة. وشدد على أن خبراء المعمل الأوربي للمخدرات قالوا إن نسبة التعاطي والإنتاج في أوروبا تزايدت وأن الإنتاج المنزلي للمواد المخدرة في 5 دول أوربية (بلجيكا، الدنمارك، هولندا، فنلندا، بريطانيا) قد تزايد بشكل كبير خلال أخر 20 عامًا. وأفاد بأنَّ أشهر البلاد المنتجة للمخدرات هي باكستان وتايلاند وبيرو وبوليفيا، مؤكدًا أن أوروجواي أول دولة تقنن زراعة وتعاطي الحشيش ولكن بكميات معينة شهريًا لا تزيد بسبب أن الحشيش يسهم بشكل كبير ف ضبط الحالة المزاجية وأنه يفتح الشهية للأكل ويشعر باستحسان لطعم الأكل والروائح الجميلة غير التقليدية. وأكد أن أوروبا تعتبر أكبر سوق تجاري للحشيش وبها أكثر المضبوطات في العالم من القنب، كما تعتبر تجارة المخدرات عامة وسيلة هامة في عملية غسيل الأموال. وبشأن الاستهلاك، لفت عضو المركز المصري للدراسات الدوائية إلى أن القنب يتصدر قائمة المخدرات الأكثر استخدامًا حسب تقديرات هيئة الأممالمتحدة وكمثال: القنب (الحشيش والبانجو) له 144 مليون مستهلك تقريبًا، يلية الأمفيتامين حوالي 29 مليون مستهلك، يليه الكوكايين 14 مليون مستهلك، يليه الأفيون. وتحدث عن زراعة وإنتاج المخدرات في العالم الإسلامي، موضحًا أن من أكثر الدول زراعة وإنتاجًا هي أفغانستان ثم المغرب ومنها إلى الجزائر ومنها التهريب إلى أوروبا. وأكد أن مصادر الحشيش في مصر ترجع إلى التهريب ويكون في الغالب من الحدود الغربية عن طريق الصحاري والمدقات الوعرة والجبال يليه التهريب عن طريق البحر ثم الزراعة وهي قليلة جدًا في شبه جزيرة سيناء وبعض الأماكن في الصعيد وصرح بأن نسبة المدمنين في مصر وصلت إلى 7% وبذلك قد فاقت المعدلات العالمية وهي حوالي 5%، كما أن 70% من متعاطي المخدرات من المناطق والأسر الفقيرة، حيث إن الترامادول سحب البساط من تحت الحشيش والهيروين ولكن عاد مرة أخرى لهما بعد التضييق الشديد على تهريب الترامادول. وأوضح أن الأماكن الأكثر استهلاكًا للحشيش في مصر هي القاهرة والصعيد والدلتا وأخيرًا وسط مصر، كما أن الفئات الأكثر استهلاكًا للحشيش في مصر هم التجار ويمثلون 11 % والعمال 9.5% من المستهلكين ويليهم باقي الفئات مثل أصحاب المهن والطلبة والموظفين وخلافه انتهاءً بربات البيوت التي تبلغ نسبتهن 1% من المستهلكين، حيث إن معدلات الاستهلاك تزداد في المناسبات مثل الأفراح والأعياد خاصة في المناطق الشعبية. وقال إن نسب الإدمان في مصر تبلغ 2.5% جامعيين و10% أميين، حيث ترجع أسباب زيادة التعاطي لأسباب اقتصادية وأسرية وعاطفية وسياسية. وعن مسميات الحشيش في مصر، لفت إلى أن هناك عدة أسماء منها أوباما ونانسي وهيفاء وصرخة أنثى وأن المغشوش يسمى فستك، بينما تختلف مسميات تجار الحشيش ما بين ديلر وهو يتعامل مع حوالي 1000 شخص، ودولاب وهو يتعامل مع منطقة بأكملها، والإمبراطور وهو أكبر التجار. وأشار إلى أن أشهر أماكن بيع الحشيش في مصر هي الباطنية ودار السلام والزاوية الحمراء والطالبية والشرابية والمعتمدية، حيث تتراوح أسعار بيع الحشيش ما بين 200 جنيه قرش الفستك، و300 جنيه قرش المغربي، و600 جنيه قرش اللبناني بينما يندر الأفغاني.