أكدت مسئولة أوروبية ان السبب الرئيسي لفشل المحادثات بين القادة البوسنيين التي أقيمت في قاعدة (بوتمير) العسكرية قرب سراييفو برعاية أمريكية وأوروبية "هو ضعف الدور الأوروبي والأمريكي في التأثير على سير العمل السياسي في البوسنة والهرسك". وأعربت عضو البرلمان الأوروبي ومسئولة اللجنة البرلمانية الأوروبية لمتابعة البوسنة والهرسك دوريس باك عن اعتقادها بان "ضعف الدور الأوروبي والأمريكي جاء نتيجة لهشاشة التحضير لتلك المحادثات ولعدم التعمق في أسباب الأزمة السياسية في البلاد وهو الأمر الذي أعطى القادة البوسنيين عدم الشعور بالالتزام لتسوية تلك الأزمة". واعتبرت باك ان الاقتراح الأوروبي - الأمريكي لم يحو في حقيقة الأمر حلولا جذرية لمشكلة البوسنة والهرسك بسبب افتقار هذا الاقتراح لرؤية واضحة لمستقبلها فيما لو تمت الموافقة عليه بالإضافة إلى ان الاقتراح تجاهل الكثير من الأمور التي لابد من معالجتها للخروج من الأزمة. وأضافت ان احد الأسباب الرئيسة لفشل (محادثات بوتمير) هو عدم تحضير وزير خارجية السويد كارل بيلت ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكي جيمس ستاينبرغ اللذين اشرفا على المحادثات خطة احتياطية بديلة لمواجهة رفض القادة المحليين للاقتراح الأمريكي الأوروبي. وشددت باك على أهمية تحضير الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيناريو تصعيد جديدا في الأزمة الداخلية في البوسنة والهرسك يتضمن حلولا إلزامية ولكن عادلة وواقعية. وبررت باك اقتراحها بفرض حلول إلزامية هو استحالة توصل القادة البوسنيين لأي حل في المستقبل بسبب تصادم الأهداف ففي الوقت الذي يسعى قادة صرب البوسنة إلى إضعاف الدولة المركزية وتحقيق الانفصال فان القادة البوشناق يسعون إلى تقوية الدولة المركزية والمحافظة على وحدة البلاد وهو الأمر الذي يجعل تحقيق اتفاق طوعي أمرا في غاية الصعوبة. وكانت عضو البرلمان الأوروبي دوريس باك التي تتابع الأوضاع في البوسنة والهرسك عن كثب طالبت غير مرة بدور أوروبي - أمريكي أكثر فاعلية للمحافظة على الدولة البوسنية وإبعادها عن شبح الانهيار.