قالت وكالة الأسوشيتدبرس في تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال تعليقاً على حادث تصادم قطارين بالعياط أمس السبت، والذى راح ضحيته ما بين 50 إلى 60 قتيلاً وإصابة أكثر من 70 آخرين، قالت الوكالة إن خطوط السكك الحديدية المصرية لديها سجل سلامة فقير، فهناك العديد من الحوادث القاتلة التى تقع كل عام، وعادة ما يتم إلقاء اللوم على سوء صيانة المعدات. وألقى التقرير الضوء على الملف السيئ لأحوال السكك الحديدية، فلقد شهدت مصر فى فبراير عام 2002 أسوأ كارثة فى السكك الحديدية لديها، حينما احترق قطار الصعيد مما أسفر عن مقتل 363 شخصاً، وفى أغسطس 2006 اصطدم قطاران معا أسفر عن مقتل 58 شخصاً. وأشار التقرير إلى أن الحادث أثار موجة من الغضب بين المصريين حول مدى سوء حالة البنية التحتية للنقل، وقد اعترف وزير النقل محمد منصور عقب وقوع الحادث أن نظام السكك الحديدية المصرية فى حاجة إلى إجراء إصلاح جذرى، إذ إن القطاع يعانى من نقص حاد فى التمويل. ودفعت هذه الحوادث الحكومة للموافقة على تخصيص مبلغ فورى يقدر ب 860 مليون دولار لتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية، بالإضافة إلى تخصيص 600 مليون دولار آخرين فى صورة قروض للقطاع فى وقت لاحق من هذا العام. وتوجه النائب حمدى الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب صباح اليوم الأحد، إلى مكان حادث تصادم قطارى العياط لمتابعة الأمر وبحث الأسباب وراء تصادم القطارين، ومعرفة المحصلة النهائية للقتلى والجرحى، وذلك لعرض كافة التفاصيل خلال اجتماع برلمانى سيتم عقده لبحث استمرار حوادث تصادم القطارات فى مصر. وكانت لجنة النقل والمواصلات قد أعدت عدداً من التقارير حول وضع مرفق السكك الحديدية، وأكدت اللجنة أن أهم أسباب وقوع حوادث تصادم القطارات هو رعونة السائقين، وتناول بعضهم للمسكرات أثناء السير، كما طالبت اللجنة بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لمتابعة حالة السائقين بين الحين والآخر. وطالب النواب فى مقدمتهم الدكتور جمال الزينى وصلاح الصايغ ومحسن راضى ومحمد الصحفى والدكتور حمدى حسن بضرورة محاسبة المسئولين عن التقصير، وعقد اجتماع طارئ بلجنة النقل والمواصلات فى حضور وزير النقل محمد منصور لبحث هذه الأزمة. يذكر أن عدداً من نواب مجلس الشعب، فى مقدمتهما النائب محمد العمدة وسعد خليفة، كانوا قد تقدموا باستجوابات حول مرفق السكك الحديدية فى ضوء المشكلات التى يواجهها، فضلا عن انتشار حوادث انقلاب وتصادم الفقطارات. وقرر عدد من النواب التقدم بطلبات إحاطة لرئيس الوزراء ووزير النقل لبحث أسباب تكرار حوادث القطارات، فضلاً عن تدنى الخدمات المقدمة فى القطارات العاملة على خط الصعيد. يذكر أن الحادث وقع إثر خروج القطار الأول المنطلق من محطة أم المصريين، وخروجه عن مساره بعد اصطدامه ب "جاموسة"، الأمر الذى تسبب فى تعطله، وحاول السائق الاتصال بإشارات السكة الحديد لإيقاف القطار القادم على نفس المسار، إلا أنه فشل، وحدث الاصطدام مما أدى إلى انقلاب العربة الخلفية للقطارالأول. وترددت أنباء عن هروب سائق القطار ومساعده فى الزراعات خوفا من العقاب، وأكد شاهد عيان أنه رأى السائق أمير حليم ومساعده بباوى عياد مسئولى قطار رقم 188، يهربان فى الزراعات والطريق الزراعى. وأوضح الشاهد الذى تابع الحادث من بدايته أنه رأى قطار 188 سبب الحادثة يتجاوز سرعته المقررة، ويتخطى ثلاث سيمافورات وهى العلامات المسئولة عن إعطاء للسائق إنذارا بوجود قطار على السكة ويجب عليه التهدئة أو التوقف، لكنه لم يفعل. ويجرى حاليا رفع العربات الثلاث من فوق القضبان بعد انقلابها وذلك لمحاولة تسيير القطارات بعد توقف حركتها منذ الساعة 6.45 مساء. الغريب أن قيادات النقل والصحة غادروا الموقع نهائيا دون أن يطمئنوا على حركة السير وعودتها لطبيعتها أو حتى انتشال الجثث التى تجاوزت ال50 حتى كتابة هذه السطور