كشفت صحيفة "جارديان" البريطانية أنّ الحكومة البريطانية بدأت تستخدم برنامجًا للتجسّس على المسلمين "الأبرياء" وجمع معلومات عنهم تتعلق بالتوجهات السياسية والدينية والصحة العقلية والأنشطة الجنسية، وستحتفظ بهذه المعلومات إلى أن يبلغ أصحابها عمر المائة. وقالت الصحيفة : إن "الوثائق التي تم الاطلاع عليها تؤكد أن برنامج الحكومة الاستخباراتي يهدف إلى جمع معلومات حساسة عن الأبرياء المسلمين اللذين يعيشون في بريطانيا لمنعهم من التورط في عمليات إرهابية" . وأضافت الصحيفة أنّ المعلومات التي تهدف السلطات إلى التوصل إليها تشمل معلومات عن وجهات النظر السياسية والدينية، ومعلومات عن الصحة العقلية، والنشاط الجنسي، وغيرها من المعلومات الحساسة، وأن الوثائق تؤكد أن السلطات تخزن المعلومات الاستخباراتية التي تَمّ جمعها عن الأشخاص المعنيين حتى بلوغهم سنّ ال100 . ومن جانبها، وصفت شامي تشاكرابارتي (مديرة المركز الوطني للحريات المدنية "ليبرتي") برنامجَ التجسس بأنه أكبر عملية تجسّس في بريطانيا في العصر الحديث، وأنها إهانة للحريات المدنية . وأضافت: "إن برنامج التجسّس الداخلي لجمع المعلومات عن الأبرياء يعتمد في الأساس على دينهم وليس بسبب سلوكهم . وبدورها نفت الحكومة والشرطة البريطانيتين مرارًا أن البرنامج الذي تبلغ تكاليفه 140 مليون جنيه إسترليني (نحو 222 مليون دولار) هو غطاء للتجسس على المسلمين في بريطانيا. لكن مصادر على صلة وثيقة بهذا النوع من البرامج تقول: إن البرنامج يتضمن جمع معلومات استخبارية عن أفكار ومعتقدات مسلمين غير متورطين في أنشطة إجرامية.