قال مزمل ابو القاسم ان جهاز الامن والمخابرات صادر نسخ عدد السبت من صحيفة "اليوم التالي" لدى خروجها من المطبعة في وقت متاخر الجمعة. والاحد عشية الانتخابات، اعتقلت الناشطة ساندرا كدودة داخل سيارتها فيما كانت تتوجه الى تجمع للمعارضة قرب الخرطوم. وقالت منظمة العفو الدولية انه تم الافراج عنها الاربعاء "في وضع صحي بالغ السوء يؤشر الى تعرضها لسوء معاملة". ونفت قوات الامن علمها بمكان وجودها، لكن عائلة الناشطة اتهمت عناصر جهاز الامن والمخابرات باعتقالها. واوضح ابو القاسم انه دعا في مقاله في "اليوم التالي" الى "كشف اسم الجهة التي خطفت" كدودة. وتتهم السلطات السودانية على الدوام بقمع حرية التعبير عبر الاعتقال التسعفي للمعارضين ومصادرة الصحف. وحصلت هذه التجاوزات خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت من الاثنين الى الخميس والتي يبدو فيها فوز الرئيس عمر البشير مؤكدا في ظل مقاطعة المعارضة. واورد ابو القاسم ان جهاز الامن والمخابرات سبق ان علق صدور صحيفته طوال 21 يوما العام الفائت من دون توضيح الاسباب. وفي 16 شباط/فبراير الفائت، عمد عناصر في الجهاز المذكور الى مصادرة نسخ 14 صحيفة، في اجراء قمعي غير مسبوق منذ اعوام. وتشكو الصحافة في السودان من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة حيث تتعرض للمصادرة تارة والإيقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا، ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز "الخطوط الحمراء" بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد. ويرى مراقبون للشأن السوداني ان نظام الرئيس عمر حسن بشير الذي مارس سياسية التعتيم الإعلامي لضمان استفراده بكرسي الحكم قبل الانتخابات يواصل عملية تدجين قطاع الإعلام لإبعاد شبهة التزوير عن العملية الانتخابية المحسومة سلفا بعد حملة المقاطعة من قبل قوى المعارضة. وأكد هؤلاء ان خطوة مصادرة الصحيفة هي رسالة واضحة للداخل السوداني بأنه لا مجال لنقد النظام وأن أبواب الحرية مغلقة تمام ولا مجال لفتحها. وشهدت الانتخابات إقبالا ضعيفا رغم انه يحق لأكثر من 13 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم، وسط دعوات من قيادات المعارضة الموقعة على "نداء السودان" لمقاطعة الانتخابات. وحذّر الاتحاد الأوروبي من أن الانتخابات "لا يمكن أن تسفر عن نتائج ذات مصداقية لها صفة الشرعية في جميع أنحاء البلاد". واعتبر كل من المؤتمر السوداني والحزب الاتحادي الموحد، المعارضان، الانتخابات "ملحمة بطولية" بعد أن قاطع السودانيون عملية التصويت في مراكز الإقتراع، ودعيا للانتفاض على النظام الحاكم قبل أن يلتقط أنفاسه. وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، إن أيام الإنتخابات المعلنة انقضت وجاء رد أهل السودان صادما ومصادما للنظام، حيث و أمتنع الناس من الذهاب للأدلاء بأصواتهم. وكانت احزاب المعارضة المنضوية في تحالف "نداء السودان" وعلى رأسه حزب الامة بقيادة الصادق المهدي اعلنت مقاطعتها لانتخابات وصفتها بأنها "مزيفة".