قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث الجمعة الى اذاعة النور : اذا جمعنا انتهاء مؤتمر الحوار وعدم الاتفاق على صيغة داخلية محددة، ووجود فرقاء ليسوا داخل تركيبة الحكومة، وفشل الحكومة خلال 15 شهرا في تقديم حلول اقتصادية تؤدي الى الاستقرار السياسي داخل البلد، كل هذه عناوين دفعتنا الى المطالبة بحكومة وحدة وطنية، وكنا لائقين جدا في طلبنا، حيث أعطينا الحكومة وقتا ومهلة شهرين حتى يفكر الاطراف الآخرون، وخصوصا فريق السلطة المستأثرة بأن الأمر يمكن ان يكون محل تفاهم وتعاون، فضلا عن ان نتائج الحرب كانت تتطلب معالجة بعض ذيولها على مستوى السكان وواقعنا العام، والامر الثالث للتشاور مع القوى الحليفة الموجودة في لبنان، لكنها امور استوجبت منا ان لا نستعجل ونفتح المجال امام النقاش السياسي اولاً، لذلك لم نقل اننا نريد اسقاط الحكومة، بل تطعيم الحكومة، لأن حكومة الوحدة الوطنية حكومة مشاركة وليست كيدية او محاولة لاستثمار النصر الذي تحقق، ولا محاولة لضرب قوى لها تأثيرها في البلد. لكن لاحظنا ان فريق 14 شباط لا يريد ان يشاركه احد، هم قالوا اهلا وسهلا بالجنرال عون وببعض الوزراء لكن من دون الثلث المشارك، فلماذا اذا جمعنا حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر على المستوى الشعبي، فهؤلاء يمثلون ثلثي البلد. وعلى المستوى النيابي يمثلون 45 في المائة من عدد النواب، فلماذا لا يكون لهم الثلث زائدا واحدا. نحن نريد مشاركة في القرارات المصيرية والاستراتيجية، من قال اننا نريد زيادة عدد الوزراء فهذه مسألة شكلية. وحول المشاركة على طاولة التشاور قال: من جهتنا كنا نعطي فرصة اضافية، لان القرار كان بدء التحرك بعد شهر رمضان المبارك، لكن وجدنا ان فرصة اضافية قد تعطي مجالا للتفاهم فقبلنا بالتشاور، وتبين ان طرف فريق السلطة، جماعة 14 شباط كانوا يحتاجون الى هذه المدة من اجل حرف النقاش السياسي في اتجاه يختلف عن اتجاه المشاركة، وطرحوا مسألة طرح كل القضايا مجددا، حتى لو اخذت المشاورات اياما وأشهرا، فهم كانوا يريدون النقاش في المسألة السياسية وليس حكومة الوحدة الوطنية، وتاليا يضيع الوقت، وبهذه الطريقة يستمرون في الاستئثار بالسلطة. وأضاف قاسم: اذن قررنا وحركة امل استقالة الوزراء كي لا نكون شهود زور في حكومة تأخذ البلد الى مزيد من الانهيار، واذا ارادوا ان يحكموا البلد كما يريدون فليشكلوا حكومتهم التي يريدونها، ولكن نحن في حزب الله وأمل وكل القوى الاخرى المعارضة بتنا من المعارضة، واصبحنا امام مرحلة عنوانها السلطة المستأثرة المتسلطة في مقابل المعارضة التي تضم قوى سياسية واسعة جدا من كل الطوائف والاحزاب، وسوف نثبت لهذه الحكومة العاجزة عن المتابعة الفاقدة للمشروعية والدستورية والميثاقية، انها حكومة غير قادرة على ادارة البلد، فإما ان تتفاهم مع القوى الاخرى لتشكيل رافعة وطنية واحدة، واما ان تأخذ قرارها بالحكم كما تشاء. وتابع نائب الامين العام لحزب الله بالتاكيد على: إن السلطة الحالية هي حكومة جماعة 14 شباط، حكومة 40 في المائة من اللبنانيين، وهي حكومة اغلبية نيابية، اضافة الى ان اداءها كيدي استئثاري، لبنان لا يمكن ان يحكم الا بالتوافق وليس بأكثرية وأقلية، اما ان يكون في لبنان التفاهم بين القوى الفاعلة والمؤثرة، واما لا يمشي المركب. ورد إصرار المعارضة على طلب الثلث الضامن بالقول: نحن خائفون على لبنان، لأن عقلية ترفض ان تتحمل مسؤولية صد العدوان وعقلية تتبرأ من المقاومة لحظة حاجتها الى من يلتف حولها، وعقلية تفكر بالاستئثار وتتصرف بطريقة حاقدة على الآخرين، وتركب اجهزة وتعيينات على شاكلتها، وعقلية تجعل رئيس مجلس الوزراء يجتمع كجزء من فريق 14 شباط وتاليا يشكلون معا ادارة لبنان من الموقع الحزبي الخاص البعيد عن الرؤية العامة للدولة والشعب اللبناني، فهذه عقلية خطيرة على لبنان وتجربتها غير مشرفة في ما يتعلق بالاستقرار السياسي في البلد وكذلك الامني، اذا كانت هذه السلطة لا تتحمل مسؤولية الانهيار الاقتصادي ولا الفقر ولا الحرب علينا ومسؤولية الفساد في البلد، فلماذا تشتغل في البلد اذن؟ من حقنا ان نخاف وان ادارة هذه الحكومة خاطئة ويجب ان تأخذ حدها وتمنع من الاستمرار بهذه الكيفية. وأكد أن المسألة تجاوزت الثلث المعطل، وباتت قضية المشاركة وكيفيتها في حاجة الى نقاش في التفاصيل، واليوم نقول بالمشاركة ولن استبق الامور وأقول الى اين نصل، المسألة لم تعد محصورة بنقطة الثلث المعطل. وأضاف قاسم: نحن في المعارضة مع القوى، نعمل لانقاذ لبنان، ولن نسمح بسلطة مستأثرة تأخذ البلد الى الأمركة. نحن لن نبارك لهم حل المشكلة ببعض الوزراء الشيعة، بل نقول لهم انكم تزيدون من الخطأ، وانتم احرار وستجدون انكم فاشلون، لأن الحكومة الحالية لم تعد جديرة بالاستمرار وليست دستورية، وبعد حل هذه المشكلة يفترض ان يتلقوا نتائج قدرة المعارضة الواسعة والتي تمثل اكثر من 60 في المائة من الشعب اللبناني ولديها برنامج عمل لمنع فريق السلطة من التحكم بالبلد، والمعارضة هي نتيجة لخطأ السلطة، والاستقالة ايضا نتيجة لخطأ السلطة، وعلى هذا الاساس لا يمكن لأحد ان يقول اننا السبب. وعن برنامج المعارضة في المرحلة المقبلة رفض الشيخ قاسم الخوض في تفاصيله وقال: وصلنا الى مرحلة افتراق بين سلطة متسلطة ومعارضة موجودة داخل البلد، هذه المعارضة لها برنامج تحرك، أولى خطواته كانت استقالة وزراء امل وحزب الله والاستاذ الصراف، لكن هناك خطوات اخرى والمعارضة ليست ملزمة بذكرها بالتفصيل، لا من حيث الزمان او المكان ولا في طبيعتها، لتبقي عنصر المفاجأة ولتترك الباب مفتوحا للتأمل عند فريق السلطة كي يراجع حساباته، لأن تصميمنا وقرارنا كمعارضة نهائي ولا عودة عنه لمنع الاستئثار في البلد وتحقيق المشاركة الفعلية، لأن يتم التعامل معنا بلغة الترضية لإبقاء السلطة المسيطرة التي نخشى منها ان تأخذ لبنان في دائرة الوصاية الاميركية ومشاريع نحن قلقون منها. أما حول مسألة النزول الى الشارع قال الشيخ قاسم: كل الوهم الذي روج له هو من زيف السلطة، نحن قلنا ان تظاهراتنا ستكون سلمية، نعم ستكون مؤثرة ولها دورها في البلد وهذا امر طبيعي، لكن هذا التخويف من امكان التوتر، فنحن نحمل السلطة مسؤولية اي خلل امني يمكن ان يحصل، لأنهم هم الذين يثيرون القلاقل ويخيفون الناس. وتاليا اذا ارادوا هم التظاهر، فأهلا وسهلا بهم، فالشارع للجميع، واذا نزلوا هم الى الشارع كما تنزل المعارضة فسيكونون اضافة لمصلحة المعارضة، لأن السلطة تنزل الى الشارع اعتراضا على السلطة. فإذا نزلت السلطة ستكون معترضة على نفسها وتاليا يكبر الاعتراض وهذه نقطة ايجابية، لذا نحن ندعوهم عندما نتظاهر الى ان يتظاهروا ايضا، والقوى الامنية هي مسؤولة عن ضمان أمن الجميع، ونأمل في ان يتكاتفوا معنا لإسقاط السلطة الجائرة بتظاهراتهم ضد من يتظاهر ضد السلطة. وعن حركة الوفود والسفراء الاميركيين الحاليين والسابقين قال هذه الوفود تحاول تطويق السلطة الحاكمة في لبنان وابقائها في دائرة الضغط النفسي والمعنوي، وكثرة الوفود لها علاقة بضعف الاداء الموجود في قوى 14 شباط مما يضطر الاميركي الى المزيد من التدخل.