وجه عدد من الكتاب المصريين نقداً إلى المسلسل الإيراني "يوسف الصديق عليه السلام" والذى أذاعته فضائية المنار مؤخراً، وأعرب الكتاب عن قبولهم للمسلسل المتميز بدرجة ملحوظة فى السيناريو والحوار، والتصوير، والإخراج، ودبلجته العربية. وقال النقاد :" اعتمد كاتب قصته على بعض معلومات أخذها من الكتاب المقدس (العهد القديم)، ويبدو أنه قد أغفل تماماً المصادر التاريخية التى أوردت بعض الحقائق المتصلة بقصة المسلسل"، وأضاف النقاد:" كما أن المؤلف لم يشعر بسر الحقيقة القرآنية التى ذكرها مع قصة يوسف عليه السلام، التى تثبت أو تنفى بعض القصص المشهورة بين العامة.
وأوضح النقاد :"لقد وقع المؤلف أسير كلمة (فرعون) التى ترددت كثيراً مع قصة يوسف عليه السلام فى التوراة، فأحاطت به، فحاد عن الحقائق التاريخية التى أكد صحتها القرآن الكريم".
وتابع النقاد :" فملوك الرعاة (الهكسوس) لم يتشرف أحد منهم بحمل لقب (فرعون)، الذي يعنى الباب العالي، فقد كان مقصوراً على ملوك مصر من أبنائها المخلصين، ولم يخلعه المصريون على أي ملك أجنبي ومنهم الهكسوس".
وأضاف النقاد :" القرآن الكريم يؤكد لنا هذه المعلومة، فعندما قص علينا قصة يوسف عليه السلام، ذكر أن الحاكم بمصر كان (ملكاً) وكرر لفظ (الملك) ست مرات، ولم يعطه ولو لمرة واحدة لقب (فرعون)، لأنه لم يكن مصرياً وإنما كان من ملوك الرعاة (الهكسوس)".
وأوضح النقاد :" بينما فى قصص موسى عليه السلام الكثيرة كان يذكر حاكم البلاد بلقب (فرعون)، وذكره خمساً وسبعين مرة، ولم يسمه (ملكاً) ولو مرة واحدة، ذلك أنه كان فى هذا الزمان يحكم مصر أحد أبنائها، فالتفرقة بين اللقبين لحاكم مصر والتي أوردها القرآن الكريم هى حق اليقين، وهى الإثبات على أن دخول يوسف عليه السلام إلى مصر كان فى عصر الهكسوس (ملوك الرعاة).
وبحسب النقاد، فإن المؤلف قد أخطأ عند إقحامه الفرعون (أمنحتب) فى هذا المسلسل، والصحيح أن الملك والوزير و زليخة وجميع الأفراد والمنشآت والحوادث كان لابد أن تنسب إلى الهكسوس وليس إلى المصريين، وبهذا يخرج آمون وكهنة المعبد من المسلسل.
وللحقيقة أيضاً، فعند دخول يوسف عليه السلام إلى مصر لم يكن الحصان والعربة قد استخدما بعد، فأول ظهور للحصان بمصر كان مع بدء المناوشات بين المصريين والهكسوس عند بدء حروب الاستقلال أواخر القرن السابع عشر قبل الميلاد.
وقد ذكرت التوراة أن (الفرعون) أطلق عليه اسم (صفنات فعنيح)، فمن أين أتى اسم (يوزر سيف) المذكور فى المسلسل؟!
وقال النقاد :"إذا أحسنا الظن بأصحاب المسلسل، وأنهم لم يقصدوا الإساءة إلى مصر عامة وإلى نسائها بوجه خاص، جاز لنا أن نقول إن مسلسل (يوسف الصديق عليه السلام) الإيراني هو تعبير عن رؤية المؤلف والمخرج لأحداث مشهورة وليست تسجيلاً تاريخياً لها، وهذه الدراما تظل محل إعجاب من يتابعها، وربما استفاد من الأفكار والنصائح والمواعظ التى تقدمها".