عبر مجلس الأمن عن قلقه المتزايد إزاء التطورات الجارية في مخيم اليرموك، مشيرا إلى اعتزامه اتخاذ إجراءات لم يحددها لإنقاذ الفلسطينيين داخله. ودعت دينا قعوار سفيرة الأردن، البلد الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر، إلى “ضمان الدخول وإجلاء المدنيين” من المخيم. وقالت في ختام مشاورات في جلسة مغلقة إن الدول ال15 الأعضاء في المجلس مستعدة ل”اتخاذ التدابير الإضافية التي يمكن اتخاذها لتأمين الحماية والمساعدة اللازمتين” للفلسطينيين في المخيم دون أي تفاصيل إضافية. ويشهد مخيم اليرموك لليوم السابع على التوالي اشتباكات عنيفة بين أكناف بيت المقدس وتنظيم الدولة الإسلامية، الذي بات يسيطر على 90 بالمئة منه، وسط تزايد المخاوف من ارتكاب التنظيم المتطرف لمجازر بحق المدنيين. ومخيم اليرموك هو أكبر تجمع للفلسطينيين في سوريا، حيث يضم أكثر من 18 ألف فلسطيني، ويواجه منذ أكثر من سنتين حصارا من ثلاث جهات من النظام. وتوجد بداخل المخيم عدة فصائل مسلحة إلا أن أهمها جبهة النصرة المتهمة بتسهيل دخول عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى المخيم عبر حي الحجر الأسود وجماعة أكناف بيت المقدس التي يقاتلها داعش. وتتصل جماعة أكناف بيت المقدس في المخيم بحركة حماس الإسلامية الفلسطينية التي تهيمن على قطاع غزة. وانعكست اصداء هجوم اليرموك على القطاع الذي بات مركزا لجماعات جهادية ومتشددين يرتبطون بداعش. وفي خطوة بدت انتقامية، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس، عددا من كوادر وعناصر التنظيمات السلفية الجهادية، والمناصرين لتنظيم داعش، في قطاع غزة. وقال مصدر أمني إنّ الأجهزة الأمنية شنت في اليومين الماضيين حملة اعتقالات طالت عددا (لم يحدده) من كوادر وعناصر الجماعات السلفية المناصرين لتنظيم “داعش”، بسبب ما وصفه دعم تلك العناصر “العلني” و“الصريح” للحملة العسكرية التي يشنها مسلحو التنظيم في مخيم اليرموك. وأضاف المصدر:“الاعتقالات شملت عددا من أنصار السلفيين الجهاديين الذين أصدروا بيانات تدعم تنظيم داعش، وتؤيد ما يجري في اليرموك من مجازر بحق الفلسطينيين هناك، بل وتوعدوا بدعمهم بكافة الأشكال”. وبحسب المصدر، فقد ألقى عدد من كوادر التنظيمات خطبا في المساجد، تشيد بدور داعش، وتصرفاتها، مضيفا: “الداخلية لن تسمح بأي مظهر من مظاهر الفلتان الأمني، أو الفوضى بغزة”. وتكشف هذه الاعتقالات الازدواجية التي تتعامل بها حركة حماس، حيث أنها لطالما غضت الطرف عن هذه المجموعات في القطاع، رغم التحذيرات من مصر ومن السلطة الفلسطينية، ولكن ما ان امتد خطرها إلى أذرعها المسلحة حتى أصبح تقليمهم أمرا ضروريا .