طالب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" إدارة الرئيس باراك أوباما بمراجعة دليل مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي "إف بي آي"، الذي كُشف عنه مؤخرا لمراقبة المسلمين في المساجد والأماكن العامة، معتبرين أنه ينتهك حقوقهم المدنية من خلال التجسس وزرع مخبرين بالمساجد. وفي تصريحات صحفية قالت نظيرة الخليلي المستشارة القانونية ل"كير": على إدارة أوباما أن تراجع الدليل الإرشادي وتعمل على مطابقته للدستور الأمريكي، وأن تراعي قيم الحرية الدينية واحترام الحريات المدنية". وحثت كير، إحدى أكبر المنظمات الإسلامية بالولاياتالمتحدة، النائب العام إيرك هولدر للعمل على إزالة المخاوف والقلق حول دليل "إف بي آي" بشأن التحقيق وملاحقة المسلمين. وحجب الدليل الإرشادي الذي يعود لعهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، فصلا يوضح كيفية ملاحقة مكتب التحقيقات الفيدرالية للمسلمين بأمريكا، دون وجود أدلة على ارتكاب مخالفات، بالإضافة لاستخدام المخبرين في المساجد. وقالت نظيرة: "الدليل يؤجج المخاوف من أن إدارة بوش وضعت سياسات من شأنها أن تؤدي حتما إلى انتهاك للدستور وحرمان الأمريكيين من ممارسة شعائرهم الدينية". وأكدت "كير" على أن العديد من الجماعات المدافعة عن الحريات المدنية حذرت مرارا من زرع مخبرين داخل أماكن العبادة، وقالت المستشارة القانونية ل "كير": "استخدام مكتب التحقيقات الفيدرالي للمخبرين في المساجد دون سبب يؤشر على النشاط الإجرامي الذي يثير خوفا لدى الأقلية الإسلامية بأمريكا". وكان العديد من كبرى المنظمات الإسلامية بأمريكا قد هددت في وقت سابق من العام الجاري بقطع علاقات التواصل مع مكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة العدل؛ احتجاجا على نهجها في التعامل مع الأقلية الإسلامية. ويتراوح عدد مسلمي الولاياتالمتحدة ما بين ستة أو سبعة ملايين شخص من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 300 مليون. مؤامرة تفجير وتأتي دعوة كير في الوقت الذي لا تزال الأقلية الإسلامية منزعجة من اعتقال الأفغاني المهاجر، نجيب الله زازي، بتهمة تتعلق بمؤامرة تفجير غير محددة. واستجوب مكتب التحقيقات الاتحادي نجيب الله زازي (24 عاما) لمدة ثلاثة أيام، بعد أن قبض عليه هو ووالده محمد ولي زازي (53 عاما) منذ نحو أسبوع في شقة سكنية بضاحية ولاية كولورادو غرب الولاياتالمتحدة. ونقل البعض أن مخبرين سريين قد راقبوا نجيب الله زازي دون وجود أدلة ضده، ووصفوا ما حدث بأنه مثال على تكتيكات مكتب التحقيقات الفيدرالية المشكوك فيها. زياد صرصور، رئيس الأقلية الإسلامية في كولورادو، أفاد في تصريحات لصحيفة "دنفر بوست" أنه "لابد من أن ينال المتهم محاكمة عادلة في المقام الأول"، مضيفا: "لا نريد أن نشنقه ثم نقدمه للمحاكمة بعد ذلك". ويقول مكتب التحقيقات الفيدرالية إن لديه أدلة دامغة ضد زازي الذي سبق أن برأته المحكمة في وقت سابق، ويشعر بعض المسلمين في ولاية كولورادو بالقلق لأن مكتب التحقيقات الفيدرالية لديه تاريخ طويل في استهداف أفراد الأقلية دون أدلة واضحة.