قالت مصادر في مخيم اليرموك الفلسطيني جنوبي العاصمة دمشق، إن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على أكثر من 70% من المخيم بعد ثلاثة أيام من القتال مع كتائب "أكناف بيت المقدس" وفصائل أخرى، ارتقى فيها شهداء وجرحى في صفوف المدنيين والمسلحين. وأضافت المصادر للجزيرة أن عددا من كتائب المنطقة الجنوبية أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة في ظل تراجع كتائب "أكناف بيت المقدس" باتجاه مربعها الأمني المتاخم لخطوط التماس مع نظام بشار الأسد على أطراف المخيم. وكان تنظيم الدولة قد سيطر أول أمس على أجزاء من المخيم في هجوم يستهدف من خلاله فصائل يتهمها بأنها تعتزم "تسليم" المخيم للنظام عبر اتفاقات الهدنة حسب تقارير إعلامية. وتحدث ناشطون عن تراجع مسلحي التنظيم أمس إثر مواجهات مع فصائل معارضة. ويقول ناشطون سوريون إن فرع جبهة النصرة تحالف مع تنظيم الدولة أو سهل له التقدم في المخيم. واندلعت المعارك بالمخيم في وقت يعاني فيه سكانه حصارا خانقا ونقصا حادا في المواد الأساسية, وهو ما تسبب في وفاة ما لا يقل عن 171 مدنيا جوعا ومرضا. وأفادت شبكة شام والمرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المواجهات تجددت اليوم في المخيم. وتحدثت شبكة شام عن استيلاء مقاتلي تنظيم الدولة على مستشفى الباسل. في المقابل شنت قوات النظام السوري هجمات منذ ليلة أمس سيطرت خلالها على بعض المباني, وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف المعارضة المسلحة. وقال ناشطون إن قوات الأسد أطلقت صواريخ على المخيم أثناء محاولاتها التقدم فيه, بالتزامن مع المواجهات الدائرة بين تنظيم الدولة والفصائل الأخرى. حركة نزوح وشهد مخيم اليرموك اليوم حركة نزوح كبيرة لسكانه باتجاه المناطق المحاذية للمخيم، وقد أفاد مراسل مجموعة العمل بأن عشرات العائلات التي تقطن مخيم اليرموك اضطرت للنزوح عنه إلى منطقة "يلدا"، وببيلا"، وذلك بسبب سيطرة تنظيم "داعش"، وجبهة النصرة، على المنطقة المحيطة بمشفى الباسل وشارع حيفا، وكذلك نتيجة اشتداد المعارك والاشتباكات داخل المخيم. وفي اتصال من مجموعة العمل بإحدى النساء داخل المخيم، أكدت بأن هناك العشرات من العائلات التي تهيم على وجهها في شوارع المخيم، ولا تعرف إلى أين تتجه، وهي عرضة للموت سواء برصاص القناص،أو القذائف التي تسقط على المخيم. أما من الجانب الإنساني فيعيش مخيم اليرموك كارثة حقيقية بسبب عدم توفر الطعام والماء، واستمرار الحصار المفروض على المخيم. وأصدر أحرار وثوار مخيم اليرموك بيانهم الثاني وجهوا من خلاله نداء استغاثة يستصرخون فيه ضمائر كافة الأطراف والكتائب المسلحة الغيورة على عدم استباحة المخيم من قبل تنظيم الدولة وجبهة النصرة، ويطالبونهم بالتدخل ومؤازرة وانقاذ ما تبقى المخيم. وشدد البيان على أن "المجاهدين لن يستسلموا أو يسلموا وما زالوا يقاتلون بكل ما استطاعوا من قوة"، كما دعا البيان تلك الفصائل إلى اغتنام الفرصة للوقوف مع الحق وحماية المدنيين.