في العصر الحديث، كانت الدول الإسكندنافية مشهود لها باحتضان المهاجرين من العالمين العربي والإسلامي، وبعد البحث اكتشف أن التاريخ وراء تلك العلاقة. فقد عثر على خاتم منقوش عليه لفظ الجلالة "الله" في إحدى مقابر "الفايكنج" في مدينة بيركا، وهو مركز تجاري يوجد حاليا في دولة السويد، ويعود لامرأة توفيت في القرن التاسع الميلادي، وهي صاحبة القبر. اكتشف المقبرة بعد ألف عام على يد عالم الآثار السويدي هيلمار ستولبه، الذي قضى سنوات في التنقيب بمواقع المقابر حول مدينة بيركا. الخاتم فريد من نوعه، مصنوع من سبائك الفضة، ويحتوي على نقش كتابي بالخط الكوفي العربي، الذي كان شائعا بين القرنين الثامن والعاشر الميلادي. يشير النقش المكتوب إلى كلمة "الله" وهو الخاتم الوحيد من عصر الفايكنج الذي يحمل كتابة باللغة العربية في كامل منطقة الدول الإسكندنافية. عثر على المرأة مرتدية زيا إسكندنافيا، ويفترض أنها قد حصلت على الخاتم من خلال التجارة، حسبما نشرت صحيفة "واشنطن بوست". أكدت أبحاث جديدة في الفيزياء الحيوية أن الخاتم بالفعل فريد من نوعه. ويروي الباحثون كيف استخدموا المسح الإلكتروني للتحقق من أصول الخاتم، الذين اكتشفوا أن الحجر المزين به من الزجاج الملون، الذي كان يعد من المواد الغريبة على عصر الفايكنج، رغم أن صناعته تعود إلى آلاف السنين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا القديمة. وأظهر المسح أن المرأة لديها القليل من زى الإسكندفانيا، وهناك آثار تآكل على الخاتم، الأمر الذي أرشد الباحثين إلى ملكيته، فهي ما بين مالكه الأصلي وصاحبته من عصر الفايكنج. ورجح فريق البحث أن الخاتم يشير إلى وجود اتصال مباشر ما بين مجتمع الفايكنج القديم والخلافة العباسية، وأشار الباحثون في رصدهم أن ليس مستحيلا أن المرأة ذاتها، أو شخصية قريبة منها، قد زارت، أو حتى كانت من مواطني، الخلافة العباسية أو المناطق المحيطة بها. وهناك بعض من البراهين تفيد بأن المواطنين الإسكندنافيين القدماء قد تقاطعت مساراتهم مع المسلمين الأوائل، بعدما استطاعوا الوصول إلى أمريكا الشمالية والجنوبية، وبغداد والقسطنطينية برحلتهم البحرية، في القرن الحادي عشر الميلادي. رجح الباحثون أن الفايكنج كانوا يخشون المحاربين، لذلك اتجهوا إلى التجارة بعد اتجاههم شرقا، وأنه لم يكن أحمد بن فضلان مبعوث الخليفة العباسي، على يقين من نظافتهم، حيث دون في القرن العاشر الميلادي أنهم من بين أقذر مخلوقات الله، وإنهم لا يطهرون أنفسهم. وإلى الآن لم يكتشف السبب الحقيقي لكيفية توصل تلك المرأة من مدينة بيركا إلى مثل تلك العلاقة وحصولها على ذلك الخاتم.