تحية لك أم على صبرها في الشدائد وثباتها وقت المحن وإصرارها على مواصلة الدرب مهما كان مظلما لتقدم للمجتمع زهورا يانعة تحمل الكثير للمستقبل. ولكني في هذا اليوم أتذكر أمي التي ودعتني يوم 8 ديسمبر الماضي وبعد أن تحملت الكثير من المشاق والتعب هجم عليها المرض وقد حاولت الصمود والتحدي لكنها أخفقت لتتوقف روحها الطاهرة وتلحق ببارئها. أقول لأمي العزيزة في هذا اليوم : أمي سامحيني, فكم علمتني الصبر والتحمل وكم هيأت نفسي ألا أجزع لفراقك، لكنّ لحظة رحيلك كسرتني علقت بقلبي وغصّت بها روحي, ذاهلة أقف على باب المستشفى الذي يضمّ بكفين باردتين أغلى الأمهات, تمنيت أن ينبت لي جناحين وأن يتحول صوتي هدير رعد ليصل أنيني في جنبات الروح معلنا رحيل أمي، وجلست لأحسب عمري دونك، وجدت عمري ناقص أمي، ومعادلة صعبة لم تجرؤ أستاذة الرياضيات يومًا على طرحها، ولكن لي سؤال حائر: أحقا هناك دُنيا دون أمّ وكيف ستكون وعلى أية شاكلة؟ تعال يا زمن لأسرد لك فقدي من جديد, فقد عاد الحزن يغطي سمائي وتزفه إلى الأقدار وأنا المذهول لعودته السريعة لي. تعال يا زمن لنجلس على رفات الفرح ونحكي قصص المواجع, لأحاكي الفواجع على أطراف الآه على جمر المرض. تعال يا زمن واقرأ على آيات الصبر وبخرني ببخور الإيمان واغسلني بماء زمزم علّ يهدأ فؤادي ولا قدرة لي للصبر. ما أعظمك يا أمي أسال الله الصبر لفراقك فوداعا يا زمني الماضي والحاضر!