قال سكان إيغوريون إن الشرطة الصينية فرضت عليهم حظرا للتجوال يوم الخميس في مدينة أورومتشي عاصمة إقليم تركستان الشرقية (شينجيانج) شمال غرب الصين، تحسبا لوقوع اضطرابات جديدة في الإقليم ذي الغالبية المسلمة. وأشار سكان مسلمون إلى أن هذه الأوامر جاءت بعد ورود تقارير عن مسيرة احتجاجية سينظمها الهان الصينيون (العرق المسيطر على الصين) وقال هاليشا -طبيب عيون- في اتصال هاتفي لوكالة الأنباء الفرنسية: "من المقرر أن ينظم الهان مسيرة ولذلك الشرطة أمرتنا بالبقاء في منازلنا". وقال صاحب متجر إن "الكثيرين" لا يزالون يحتجون، وقالت سيدة مسلمة "لقد أغلقت متجري.. أنا خائفة من الخروج.. كثير من الناس يسيرون في الخارج". ولم تتضح الأسباب المحددة للمسيرة الاحتجاجية وإن كانت الشرطة تعتبرها امتدادا للاضطرابات الأخيرة التي وقعت في يوليو الماضي، بحسب مصادر أمنية. وبدأت أحداث الاضطرابات الأخيرة بعد اندلاع اشتباكات بين القوات الصينية وأبناء من عرقية الهان (العرق المسيطر على الصين) من جهة وبين إيغوريين من جهة أخرى (العرق الذي ينتمي إليه معظم مسلمي تركستان) عقب خروج متظاهرين من الإيغور للشوارع احتجاجا على سوء تعامل الحكومة مع حادثة مقتل عاملين منهم عندما اشتبكا مع عمال من الهان في أحد المصانع بجنوب البلاد أواخر يونيو الماضي. وأسفرت اشتباكات يوليو الماضي عن مقتل ما يزيد على 791 شخصا معظمهم من عرقية الهان، بحسب إحصاءات حكومية، أو أكثر من ألف واختفاء 10 آلاف آخرين من مسلمي الإيغور، بحسب إحصاءات تركستانية في أسوأ اضطرابات عرقية تضرب البلاد منذ عقود. وتتهم الصين جماعات إسلامية في تركستان الشرقية بالسعي لإعادة إقامة دولة إسلامية كانت قائمة بهذا الاسم قبل أن تضمها الصين عنوة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، ثم أحكمت قبضتها عليها حين تولى الشيوعيون الحكم عام 1949، وأطلقت عليها اسم "شينجيانج" أي المقاطعة الجديدة التي سعت إلى تحويلها إلى النمط الشيوعي الصيني الملحد خلافا للطابع الإسلامي السائد. ومنذ أن ضمت بكين تركستان إليها عام 1949 وهي تشجع انتقال الصينيين من عرقية الهان على نطاق واسع إلى الإقليم ليسيطروا على ثرواته وتصبح لهم اليد العليا فيه، وهو ما أدى إلى تراجع نسبة السكان المسلمين في الإقليم من أكثر من 90% قبل هذا التاريخ إلى أقل بكثير من40%، بحسب أحدث الإحصاءات لصالح تزايد أعداد الهان الوافدين من بقية الأقاليم الصينية.