ذكرت مصادر صحفية بريطانية أن واشنطن تخطط لإرسال آلاف الجنود الأمريكيين من جديد إلى شمال العراق بحجة منع حرب أهلية بين سكانها العرب والأكراد. ويخشى العرب والتركمان في شمال العراق من المساعي الكردية للهيمنة على مناطقهم، حيث يدعي الأكراد أن بعض المناطق في شمال العراق وطنًا لهم منذ القدم ويريدون ضمها إلى إقليم كردستان. ونقلت "التايمز" عن قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو قوله "إن تنظيم القاعدة يستغل الخلاف بين العرب والأكراد، وما نسعى إلى فعله هو سد هذا الفراغ". وقالت الصحيفة إن انتشار القوة الأمريكية سيبدأ في محافظة نينوى ويشمل الموصل وكركوك. وكان اوديرنو قد صرح، مؤخرًا، بأنه اقترح تشكيل فرق أمنية من قوات عراقية وكردية وأمريكية لحماية المناطق المضطربة التي يتنازع عليها الأكراد والعرب من هجمات المسلحين، غير أنه أشار إلى أن الفكرة قد تتطلب تعديلًا للاتفاقية الأمنية بين الولاياتالمتحدة والعراق، وذلك للسماح للقوات الأمريكية بالعودة إلى البلدات والقرى التي انسحبت منها. وأوضح اوديرنو أن اقتراحه قوبل برد إيجابي من حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان، مضيفًا أن الترتيب الثلاثي سيكون في حالة الموافقة عليه شبيهًا "بعض الشيء" بمهمة أمريكية لحفظ السلام بين القوات المتنافسة المتواجهة في نزاع قابل للانفجار بشأن الأرض والسلطة والنفط. تأجيل الانسحاب الأمريكي: وعلى صعيدٍ آخر، قالت "التايمز" إن هذا التحرك الأمريكي، الذي وصفته ب "الطارئ" يمثل أول مؤشر على أن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسحب قوات بلاده من العراق في غضون 12 شهرًا يمكن تأجيلها. وشهد شمال العراق أعمال عنف متصاعدة، حيث لقي أكثر من 100 شخص مصرعهم هذا الشهر في المناطق المختلطة بين العرب والأكراد في سلسلة من الهجمات من بينها هجمات بالسيارات المفخخة في قرى قرب الموصل.