- تجار المخدرات يحتلون الشوارع ويطلقون النار عشوائيا لكل من يخرج في الشوارع ليلا - غرفة 4 متر تسكنها عشرات الأسر ويسكنها الصرف الصحي وأسلاك الكهرباء تحصد الأرواح
مازالت العشوائيات كالقنبلة الموقوتة لتهدد بالانفجار في وجه القاصي والداني, ورغم المليارات التي تأتي في صورة مساعدات لإصلاح هذه الطبقة المعدومة وانتشالهم من فقرهم إلا أنها تذهب في صورة هبات ومكافآت لرؤوس النظام وحسني مبارك التي اقتلعته ثورة مازال حرا طليقا رغم نهبه لأكثر من 100 مليار دولار للعشوائيات لم يفعل بها شيئ بعد أن وزعها على مشاريع فاشلة ومتدنية ليتحول هذا الفقر إلى وكر للجريمة والكوارث استنشاق هواء الصرف الصحي تراقب انكماش وجهه يومًا بعد يوم، وقلبها يعتصر حزنًا على حال طفلها الوحيد الذي لا يتعد ال10 أعوام، ظلت 7 أشهر تجوب به على العيادات الخاصة حتى أنفقت ما لديها، فبرغم إمكانياتها المعدومة، إلا أنها جاهدت من أجل إنقاذ طفلها الوحيد الذي لقى ربه بعد صراعه مع المرض. أميرة السيد أحمد، سيدة في العقد الثالث من عمرها، تروي مآساة نجلها الوحيد الذي فقدته أثر إصابته بالربو من كثرة استنشاقة رائحة مياه الصرف الصحي التي ملئت المنزل. حال أميرة لا يختلف عن حال الأهالي المقيمين بمنطقة أرض الشوام بعزيز عزت ب"إمبابة"، الذين وصفوا -على حد قولهم- إنهم أموات على قيد الحياة. الكهرباء تحصد الأطفال وقد صدت التحرير الكثير من الكوارث والهموم من خلال زيارة ميدانية لرصد معانات الأهالي، ففى البداية ومن مدخل المنطقة تجد روائح الصرف الصحي تتصاعد شيئًا فشيئًا، فالبعض منها متراكم أمام المنازل التي تهبط عن مستوى الأرض بمتران على الأقل، والبعض الآخر من الداخل حتى أصبحت أشبة بالكهوف، بل أصبح حال المدافن أفضل كثيرًا عن حال هذه المنازل. أكد الأهالي كما رصدت التحرير أن هناك عدد كبير من الأسر قد لقي حتفهم صعقًا بالكهرباء جراء تلامسها مع مياه الصرف الصحي، التقينا مع عدد منهم، حيث أكد خالد كامل شقيق محمود كامل الذي لقى مصرعة على الفور جراء تلامس الكهرباء لمياه الصرف الصحي، أن مياه الصرف الصحي بالمنطقة برغم نزحه بشكل أسبوعي، إلا أن الأهالي يفاجئون بظهوره مرة أخرى داخل المنازل وبصورة مبالغ فيها، مما أدى إلى تدمير أثاث عشرات الأهالي بجانب الأمراض التي لحقت بهم. المدافن أكرم من المنازل "تقريبًا كل يوم الأهالي ىبتتسرق"، هكذا استهل سعد سمير حديثة، مشيرًا إلى أن الأهالي بجانب معاناتهم من الحياه الكادحة أسفل منازل أيلة للسقوط، يعانوا من السرقة، مؤكدًا أن عدد كبير من شباب المنطقة يتاجرون في المخدرات وعدد آخر متعاطون، فيقومون بالتهجم على المنازل لسرقة الأدوات الكهربائية من أجل بيعها والإستفادة من ثمنها لشراء المواد المخدرة. وتابع سمير، أن منازل المنطقة أشبة بدور العنابر في الطرقة المليئة بمياه الصرف الصحي تجد الغرف الجانبية التي لا يتعد مساحتها عن ال4 أمتار يقطن بداخلها عشرات الأسر ومن أسفلهم مياه الصرف الصحي، ولا يوجد سوى حمام واحد فقط يتواجد أخر الطرقة خاليًا تمامًا من وسائل الحماية، فضلًا عن إمكانية اللصوص التهجم على السيدات في الحمام بسبب فتحة السقف من أمامة والذي يطل على الشارع الخلفي. مسرح الجريمة والاغتصاب الأمر أكدته سيدة -رفضت ذكر اسمها- قائلة إن نجلتها كادت أن تتعرض لحادث اغتصاب وهي تقضي حاجتها في الحمام من قِبل اللصوص من متعاطي المخدرات، لولا العناية الألهية وأهالي المنطقة أنقذوها عندما استطاعت الفتاة الإستنجاد بهم بعد علو صوتها . وقالت وفاء فتحي محمود، إحدى قاطنات العزبة، إنها أصيبت بضيق التنفس جراء استنشاقها رائحة مياة الصرف الصحي التي تتواجد بشكل دائم داخل المنازل،مضيفة أنها فقدت فلذة كبدها جراء غرقة في مياه الصرف. وتابعت قائلة، فى الساعات المتأخرة من الليل تصبح منازل "البدرومات" أشبة بالمدافن، بسبب هبوط مستواها عن مستوى الأرض لأمتار بجانب الروائح التي تحاصرهم طيلة ال24 ساعة، بل قد يزداد الوضع سوء في وسط الليل أثناء نومهم فقد يفاجئون بمياة الصرف قد لحقت بهم وهم على المفراش. مدينة الأشباح لم تتوقف معانات الأهالي على هذا الحد، بل أصبحوا محرومين من الخروج من المنازل في فترات الليل حال إصابة أحد منهم بالإختناق ومحاولة الأهالي الاستنجاد بالإسعاف، وذلك بسبب تراص تجار المخدرات على ناصية الشوارع واللصوص فمن يحاول الخروج يتم التعدي عليه. "الساعة 8 بالليل المنطقة بتبقى زي مدينة الأشباح"، كلمات وصف بها عبد الرازق ظريف حال منطقة عزيز عزت، مشيرًا إلى أن تجارة المخدرات هي السمة الغالبة على المنطقة. وتابع قائلًا: "ساعات بنسمع صوت ضرب النار ده بيبقى بين التجار نفسهم"، منوهًا إلى أنه في أوقات كثير يحدث صراع بين تجار المخدرات جراء الخلافات المادية، كما يتم إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي، مما يهدد حياة الأهالي .