مأساة حقيقية تعيشها 73 أسرة من سكان البدرومات بمنطقة أرض عزيز عزت بامبابة بعد وفاة الحالة السادسة صعقاً بالكهرباء فجر أمس بسبب تلامس التيار الكهربائي مع مياه الصرف الصحي في غرفته بالبدروم الذي كان يعيش فيه.. مما أدي إلي وفاته في الحال. انتقلت "المساء الاسبوعية" إلي المنطقة ورصدت الأوضاع علي الطبيعة.. حيث يعيش الأهالي في بدرومات البلوكات السكنية أسفل سطح الأرض بعدة أمتار ويضم البدروم الواحد أكثر من 15 غرفة لا تتجاوز حجمها ال25 متراً ولا توجد فيها أي منافذ للتهوية أو خدمات فهي تشبه المدفن ويعيش داخل كل غرفة أسرة مكونة من خمسة أفراد فضلا عن تسرب مياه الصرف الصحي من المواسير المتهالكة إلي داخل الغرف وتصل إلي نصف متر وانتشار الروائح الكريهة بسبب قضاء حاجاتهم في صفائح داخل الغرف وبالتالي انتشار أمراض الروماتيزم نتيجة الرطوبة المرتفعة والربو نتيجة سوء التهوية وعدم وجود نوافذ وجلطات القلب والالتهاب الكبدي الوبائي والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض.. في الوقت نفسه وجدنا الأطفال تنام في العراء وعلي الارصفة وداخل التكاتك بسبب غرق البدرومات وسط انتشار للقمامة في كل مكان. أكد الأهالي أنهم قابلوا رئيس حي شمال امبابة قبل وفاة ذويهم بيومين للاستغاثة به لارسال شفطات لسحب مياه الصرف الصحي التي اغرقت البدرومات وارتفعت لدرجة تنذر بكارثة ولكن لا مجيب مما أدي إلي وفاة الضحية السادسة واتهموا رئيس الحي بالاهمال وبالتقاعس عن العمل. أضافوا ان مسئولي الجيزة وحي شمال امبابة وعدوا الأهالي الذين يسكنون بتلك البدرومات بتسليمهم وحدات سكنية بنفس المنطقة بعد توفير الأرض.. إلا أنهم أقاموا الوحدات السكنية ورفضوا تسليمها للأهالي علي الرغم من اجراء البحوث الاجتماعية وتحديد الاسر المستحقة لها والأولي بالرعاية.. بالاضافة إلي بيع الادوار الأرضية لتجار السراميك بالمنطقة. طالبوا الحكومة بسرعة نقلهم إلي الشقق الجديدة بالعمارات السكنية المجاورة للبدرومات والتي قد تم بناؤها علي نفقة رجال الأعمال لإنقاذ حياتهم وحياة أولادهم خاصة وانهم يعيشون تحت خط الفقر ولا يوجد من يرعاهم أو يشعر بآلامهم أو مأساتهم ويعيشون في الشارع. قال سيد محمد "أحد سكان البدرومات" في صوت حزين: أصيب ابني الأكبر بجلطة في القلب بسبب صعقه بالتيار الكهربائي نتيجة تلامس مياه الصرف الصحي بالكهرباء. أوضح عاطف فرغلي ومحمد سيد من السكان إن البلوكات السكنية يوجد بها 10 بدرومات تتكون من غرف منفصلة وتعيش كل أسرة داخل غرفة دون مياه شرب وصرف صحي ولا يوجد أي منافذ للتهوية.. مما تسبب في اصابة العديد من الأسر بالأمراض المزمنة. قالت وردة رشاد ونصرة عيد وحميد أبو المعاطي من السكان.. نعيش في جحيم ونتعرض للموت كل لحظة بسبب تلامس التيار الكهربائي مع مياه المجاري.. الغرف غرقت والاثاث تلف ولا نجد من ينقذنا.. وأشارت إلي أنهن يتعرضن للكثير من المضايقات بسبب وجود الحمامات المشتركة التي تبعد عن الغرف بحوالي 5 أمتار وكثرة المشاجرات بسبب أولوية دخول الحمام مما دفعهن إلي قضاء حاجاتهن في صفائح داخل الغرف الأمر التي تسبب في انتشار الأمراض والأوبئة.