الإهمال في المبنى الجديد بمستشفى الحميات بامبابة، تكشف مأساة "ملحق" معهد ناصر للأورام "الجديد" الذي توقف فيه البناء دون سبب واضح أو خوف على إهدار نحو 40 مليون جنيه على الأرض، فلا الحكومة وفرتهم من البداية لتطوير الخدمة الصحية في المبنى القديم ولا هي أتمته للاستفادة منه، حال المبنى يجلب الحسرة لمن اعتاد المرور من أمامه يوميا على كورنيش النيل، ولسان حالهم يقول: "يعني الحكومة مش عارفة تكمله.. طيب بنته من الأول ليه؟!"، في الوقت الذي تتهرب فيه وزارة الصحة من مسئوليتها عن المبنى وكأنه "ابن حرام" فتقول أنه لا يتبعها. والمبنى الجديد والذي تصل مساحته إلى 12 ألفا و500 متر مربع وينقسم إلى جزأين، الأول ارتفاعه 11 طابقا والثانى 4 طوابق، من المنتظر عند استكماله أن ينهي قائمة الانتظار الطويلة للمرضى الأورام، حيث ستزيد قدرات معهد ناصر على استيعاب المرضى بأكثر من 400 سرير في 220، ويقدر البعض الدخل الصافى لمثل هذا المبنى بأنه لا يقل عن 100 مليون جنيه سنويا، وهو ما يزيد من فائدته على مختلف المستويات الاقتصادية والصحية. مال الحكومة السايب.. وتحمل قصة ملحق معهد ناصر الذي بدأ العمل فيه عام 2000 بإيعاز من الدكتور الصاوى حبيب واللواء محمد أحمد والدكتور سيد الجندى، ألغازا وتشوبها الشبهات بسبب تضارب التصريحات وتهرب المسئولين من الرد على السؤال حول أسباب ترك المبنى على حاله. فيقول "د. عبد الرحمن شاهين"، المتحدث باسم وزارة الصحة سابقا، مفسرا سبب عدم استكمال المبنى، أنه يحتاج من 200 إلى 300 مليون جنيه لأن هذا المبنى من المفترض أن يكون جناحا فندقيا وليس مستشفى، ففكرته قامت على أن يكون نموذجا للسياحة العلاجية، حيث يسكن فيه أهل المريض ويكونوا بجوار وبالقرب من المبنى الأساسي الذي يعالج فيه المريض، وإذا كان الموضوع دخلا في نطاق الفندقة فهذا ليس من اختصاص وزارة الصحة. ومن جانبه، أوضح د. إسماعيل سلام، وزير الصحة الأسبق الذي بدأ العمل في المبنى في عهده قائلا: إن المبنى لا يحتاج كل هذا المبلغ الضخم فقد كانت ميزانيته عندما وضعت 45 مليون جنيه أنفق منها 40 مليون على 80 % من أعمال البناء، ولا يحتاج سوى 20% فقط وهو ما يحتاج مئات الملايين. وبين "سلام" أن هناك من يقول إن وزارة الصحة ليس من مهمتها الإشراف على الفنادق، لكن الوزارة تدير آلاف الغرف والأجنحة الفندقية في العديد من المستشفيات، منوها إلى أن المبنى الجديد أريد به أن يكون مركز تأهيل صحيا متكاملا. وهو يتكون من دور كامل من خدمات الطب التأهيلي مثل مركز العجوزة الطبى وأجنحة وغرف فندقية لاستقبال المرضى في حالات ما بعد العمليات. مال الحكومة السايب..