أكدت مجلة أمريكية أن الحاجز الوحيد، الذي يعيق الانسحاب الأمريكي من العراق، هو خوف واشنطن من افتضاح خسائرها في العراق. وقالت مجلة "تايم" "إن الحاجز الوحيد الذي يحول دون انسحاب الولاياتالمتحدة من العراق عسكريًا في الوقت الحالي، يتمثل في حيرة واشنطن إزاء ترتيب شكل خروج قواتها دون أن تبدو بمظهر المتراجع، أو أن تترك الباب مفتوحًا أمام احتمال توجيه انتقادات لها تشير إلى أن الخسائر البشرية التي فقدتها ذهبت دون طائل". وأوضحت "تايم" "أن العائق الأساسي أمام إعلان واشنطن "النصر والانسحاب من العراق" يكمن في تحديد معاني "النصر" إذ أن الشارع الأمريكي قد لا يقتنع بأن خسارة 4500 جندي و30 ألف جريح ومليارات الدولارات لتمويل الحرب لم تذهب كلها دون طائل". وأكدت أن هذه الاعتبارات لا يمكن أن تصرف النظر عن ضرورة مغادرة العراق بأسرع وقت، باعتبار أن دور أمريكا انتهى منذ أن انسحب جنودها إلى قواعدهم العملاقة، حيث يمضون وقتهم في "التجول وتناول قطع البيتزا المغبّرة". وكانت "تايم" قد نشرت، في وقتٍ سابق، مذكرة سرية للجنرال الأمريكي، تيموثي ريس، حض فيها واشنطن على الانسحاب المبكر من العراق؛ لأن تمديد الوجود العسكري الأمريكي في البلاد إلى ما بعد 2010 لن يحقق شيئًا يذكر. وطالب ريس، في مذكرته، واشنطن بإعلان "النصر"، ومن ثم مغادرة العراق بشكل فوري. أوديرنو يرفض الانسحاب المبكر: وكان الجنرال راي أوديرنو، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق قد أعلن، مؤخرًا، رفضه لتوصيات ريس، وقال "إن القوات الأمريكية بحاجة للبقاء في العراق لحين تحقيق أهدافها في تأمين عراق مستقر، يتمتع بالأمن والسيادة، وهي الأهداف التي ما زالت بحاجة إلى مزيد من الوقت لتحقيقها". وأضاف أوديرنو أن المنجزات الأمنية في العراق ما زالت هشة وأن النزاع بين بغداد وأربيل يأتي على رأس التهديدات التي قد تسبب تدهور الوضع الأمني في شمال البلاد. وأوضح أن على الجانب الأمريكي تخفيف التوتر بين الطرفين لتمكينهما من حل المشاكل العالقة بينهما بالطرق السياسية. واشنطن فقدت التأثير على الأحداث بالعراق: غير أن ريس أكد أن هناك قضايا تعيق وجود دور فعلي لواشنطن في العراق خلال الفترة المقبلة، أهمها الفساد وسوء الإدارة والعجز عن مقاومة الضغوط السياسية من الأحزاب الطائفية. كما أكدت "تايم" أن الولاياتالمتحدة فقدت فعليًا القدرة على التأثير في مجريات الأحداث بالعراق، خاصة بعد الانسحاب من المدن في نهاية يونيو الماضي، مشيرًا إلى أن حكومة بغداد باتت تسعى بشكل متزايد إلى التحرر في القضايا السياسية والتصرف وفق حساباتها الخاصة. وأضافت أن نظام بغداد لم يعد يخضع لمواقف واشنطن، خاصةً وأن الحكومة رفضت العرض الذي قدمه نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للتوسط بينها وبين الأكراد والسنّة.