قالت مجلة ال«إيكونوميست» البريطانية إن قوى الإسلام السياسى فى مصر والدول المجاورة لها فى تراجع ملحوظ، موضحة أن مصر دائماً محط أنظار المهتمين بتقييم «تقدم أو تراجع» التيارات الإسلامية فى المنطقة لأنها - حسب المجلة - بلد «الأزهر»، أكبر جامعة سنية، واحتضنت تيارات الإسلام السياسى على اختلاف صورها. وأشارت المجلة إلى أن «فكر الجهاد» تراجع منذ فترة، مع ظهور رجال الدين الذين يدينون التطرف بصورة أكبر، مثل الشيخ يوسف القرضاوى، موضحة أن التراجع الذى يشهده التيار الإسلامى فى مصر سمح بتقدم من وصفتهم بالمعتدلين والمجددين والإصلاحيين.
وتابعت: هؤلاء اضطروا فى الماضى إلى «إسكات أصواتهم» لفترة خشية على حياتهم إذا ما تم اتهامهم بالارتداد عن الإسلام، والبعض منهم مازالوا يتكلمون رغم أن ذلك يتطلب شجاعة كبيرة.
وأعطت ال«إيكونوميست» مثالا لذلك بذكر الشيخ يوسف القرضاوى باعتبار فكره يمثل التيار المعتدل، ووصفته بال«حكيم»، لكونه – حسبما قالت - يرى أن الجهاد العالمى «حرب مجنونة على العالم»، إلا أنها ذكرت أن آراءه القاسية حول اليهود والشواذ وتأييده للتفجيرات الانتحارية فى إسرائيل ومقاومة الاحتلال، جعلته «شخصاً غير مرغوب فيه» فى أمريكا وبريطانيا منذ عام 2008.
وأضافت أن تراجع «القوى الراديكالية»، يعكس انحسار التوتر فى المنطقة، والذى بلغ ذروته تحت إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، مما يعكس – حسب المجلة - الدور الذى لعبته السياسة المعتدلة للرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما باتخاذه عدداً من القرارات ساهمت فى تخفيف الضغط على رجال الدين.
وذكرت المجلة البريطانية أن حصول الدكتور سيد القمنى على جائزة الدوله التقديرية يعد مؤشراً على تراجع التيارات المتشددة، مؤكدةً أن حصوله على مثل تلك الجائزة كان «مستحيلاً» قبل عشر سنوات، نتيجة خوف الحكومة من الاتهامات بازدراء الأديان والتهديدات بالقتل كما حدث من قبل مع الكاتب فرج فودة.
وأشارت إلى أن «القمنى» تلقى تهديدات من قبل من وصفتهم بال«إسلاميين»، إلى الحد الذى دفعه للتراجع عن أفكاره قبل أربعة أعوام والتوقف عن الكتابة خوفاً على حياته، موضحة أن حصوله على الجائزة أثار حفيظتهم مجدداً، وبالتالى تجددت تهديداتهم بقتله، ورفع البعض قضايا لسحب الجائزة منه.