أكد عبد الرحمن البغدادي الناطق باسم المجلس السياسي للمقاومة العراقية أن قوات الاحتلال الأمريكي هي التي طلبت إجراء حوار مع المجلس عبر وسيط ثالث؛ حيث شارك في ذلك الحوار دبلوماسيون أمريكيون وقادة عسكريون. وأضاف البغدادي في مداخلة مع "برنامج المختصر" على قناة (البغدادية) العراقية الفضائية أن الحوار تمَّ بعلم الحكومة العراقية، وفقًا لتأكيدات الجانب الأمريكي للمجلس السياسي. وأشار إلى أن بروتوكول الحوار الذي قام المجلس بنشره استهدف تعريف الشعب العراقي بها، والذي نصَّ على أن يقوم الأمريكيون بتقديم "اعتذار رسمي إلى الشعب العراقي ويتضمن تعويض كافة الشعب العراقي عما لحق به من أضرار جراء الغزو الأمريكي للعراق". وحول أسباب اختيار الأمريكيين للمجلس دون بقية فصائل المقاومة العراقية للتحاور معهم؛ قال البغدادي إن المجلس يمثل سياسيًّا 4 فصائل مقاومة، ذاق الاحتلال منها الكثير من ضربات موجعة نفَّذتها ضده. وحول أسباب طلب ممثلي المجلس في البروتوكول تعهُّدًا من الأمريكيين بتوفير الحماية للمتفاوضين من الحكومة؛ قال البغدادي إن فصائل المقاومة موجودة في كل العراق، ويمكن أن تصل يد الحكومة إلى المتفاوضين بالاعتقال، ومن ثم تعطيل عملية الحوار، مشيرًا إلى أن الحكومة التي جاءت مع الاحتلال ذاق منها الشعب الأمرَّين، ورفض الحوار معها من قِبَل المجلس ليس شرطًا تعجيزيًّا. وحول الأهداف الأمريكية من الحوار مع المجلس واتهامات البعض للمقاومة باستهداف الشعب العراقي في بعض العمليات؛ قال البغدادي إن المجلس السياسي وجميع فصائل المقاومة الوطنية الشريفة لم تتعرَّض للدم العراقي، وحرمة هذا الدم ثابت من ثوابتها، ولا تستخدم السيارات المفخخة، وما يشبهها، ولا تستهدف الاحتلال في أماكن التجمعات الشعبية، حيث إن المقاومة حدَّدت هدفها في مقاومة الاحتلال الأمريكي فقط. وحول ما يقال إن 10% فقط من عمليات المقاومة تستهدف الأمريكيين؛ ردَّ البغدادي بأن هذا الكلام يحتاج إلى ما يُثبته، خاصةً أن معهد بروكنز الرسمي الأمريكي، والذي يعدُّ العقل المفكر للإدارة الأمريكية ولقوات الاحتلال؛ يؤكد أن عدد العمليات التي أصابت قوات الاحتلال بلغت 200 ألف عملية، وأن عدد الجنود الأمريكيين المصابين والقتلى من جرَّاء تلك العمليات بلغ 200 ألف جندي، مضيفًا أنه إذا كانت قوات الاحتلال تؤكد ضراوة المقاومة فلماذا ينكرها الآخرون؟! وحول الاتهامات الموجَّهة للمقاومة بطائفيتها لأنها تمثل فقط التيار الإسلامي السني؛ قال البغدادي إن هناك من يريد ضرب المقاومة بدعوى طائفيتها، وهو غير حقيقي ولا واقعي، فالمجلس السياسي دعا الشعب العراقي بجميع أطيافه إلى مقاومة الاحتلال ولم نستهدف يومًا إلا الاحتلال. كانت الولاياتالمتحدة قد اعترفت رسميًّا بعقد لقاء مع المجلس السياسي للمقاومة في العراق، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن اللقاء الذي جرى قبل نحو شهر تمَّ بمعرفة مسئولين في الحكومة العراقية. وقال كراولي: "من وجهة النظر الأمريكية فإن الاجتماع الذي عُقِدَ قبل نحو شهر كان جزءًا من حوار موسَّع شارك فيه مسئولون دبلوماسيون وعسكريون وعديد من الأطراف في العراق، وقد عُقِدَ الاجتماع بمعرفة مسئولين في الحكومة العراقية". ووفقًا لمصادر إعلامية فإن المجلس السياسي للمقاومة وممثلي الحكومة الأمريكية سيقومون بالاتفاق على "تسليم أسماء 15 ممثلاً، وهم قادة سياسيون، ضمن فريق التفاوض للجانب الأمريكي، وفي حالة تعرُّض الوفد المفاوض للاعتقال أو مشكلات أثناء التنقل داخل العراق، أو خلال مغادرته العراق فسوف تقوم الحكومة التركية بإبلاغ السلطات الأمريكية التي ستقوم بحل المشكلة، وفي حال اعتقال هذا الوفد المفاوض من قبل القوات العراقية داخل العراق فسوف يبذل الجانب الأمريكي والأتراك جهودهما مع الحكومة العراقية لإطلاق سراحهم". كما اتفق الطرفان على تحديد مستوى التمثيل في فريق التفاوض قبل مدة من عقد الجلسة بالتنسيق مع الجانب الأمريكي، وأن مكان انعقاد جلسات التفاوض يكون بالاتفاق عليه قبل عشرة أيام، كما اتفق الجانبان على أن يكون الجانب التركي طرفًا وسيطًا وضامنًا طوال فترة المفاوضات، وأن من حق "المقاومة العراقية" طلب أطراف ضامنة أخرى. ويتكون المجلس السياسي من أربع فصائل مسلَّحة رئيسية تقاتل الاحتلال وترفض الاعتراف بالعملية السياسية في العراق، وهذه الفصائل هي الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) والجيش الإسلامي في العراق، وجماعة أنصار السنة (الهيئة الشرعية)، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس العراق).